قصة سارة مارديني... من إنقاذ المهاجرين إلى الاعتقال

16 سبتمبر 2018
لم يشفع لها وصولها إلى العالمية (أماني العلي)
+ الخط -


عندما غادرت السباحة السورية سارة مارديني بلدها هرباً من الحرب عام 2015، كانت تريد الوصول إلى أوروبا لتبني مستقبلاً ناجحاً مع أختها يسرا، وتصل إلى العالمية بخوضها المباريات الأولمبية في السباحة. مسار سنوات قليلة من النجاح والتألق في عالمها الجديد أفضى بها إلى السجن في اليونان، فكيف حصل ذلك؟

بدأت رحلتها على مركب مطاطي مع عدد من المهاجرين بهدف الوصول إلى تركيا، ولكن بعد نحو نصف ساعة من الإبحار بدأت المياه تتسرب إلى داخل القارب، وأصيب ركابه بالهلع. لم تخف من الغرق لأنها سباحة ماهرة، فنزلت مع آخرين إلى المياه لتخفيف وزن القارب، وصاروا يسحبونه وهم يسبحون حتى تمكنوا من الوصول إلى سواحل جزيرة ليسبوس اليونانية بعد ثلاث ساعات.

شعرت سارة بالراحة عند الوصول إلى البر، لأنها تمكنت من إنقاذ أكثر من 20 شخصاً، ونجحت في أول تحدّياتها في مغامرة الانطلاق نحو عالمها الجديد.

لم يتوقف تدفق المهاجرين إلى الشواطئ الأوروبية، وكذلك سارة لم تتوقف عن المشاركة في عمليات الإنقاذ والمساعدة في إيصال قوارب الهجرة إلى برّ الأمان. وعلى الرغم من إكمالها مسيرة الهجرة براً في القارة الأوروبية حتى وصلت إلى ألمانيا، إلا أنها عاودت الكرة وترددت إلى اليونان أكثر من مرة لمواصلة إنقاذ ودعم المهاجرين.

ومع تفاقم أزمة الهجرة، ودخول أعداد غير مسبوقة من المهاجرين إلى أوروبا، زادت الدول الأوروبية من إجراءاتها المتشددة في استقبالهم، وأغلقت حدودها ومعابرها أمامهم، كما "جيشت" خفر السواحل والشرطة البحرية الأوروبية لإعاقة تقدم مراكبهم في عرض البحر، وإعادتهم من حيث أتوا، أو حجزهم في مراكز اعتقال غير آدمية.

وسط أجواء التشدد تلك، فوجئت سارة باعتقالها في اليونان، وتهمتها مساعدة مهربي البشر، والتجسس على خفر السواحل الذين يمنعون وصول المهاجرين.

 

سارة مارديني التي شاركت في 2016 في أولمبياد ريو دي جانيرو اختيرت ضمن اللجنة الدولية الأولمبية لفريق خاص باللاجئين. كما عينتها الأمم المتحدة سفيرة للاجئين حول العالم، وكانت تواصل تدريباتها للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، كذلك التحقت بالدراسة في كلية "بارد" ببرلين، لكن ذلك كله لم يشفع لها، بل اعتقلت ولا تزال قيد الاعتقال.

المساهمون