فوبيا داعش على الطريقة الإسبانية

07 ديسمبر 2014
أجهزة الأمن الإسبانية متوجسة من "الإرهاب"(فرانس برس)
+ الخط -
صورة العربي المسلم الجاهزة مسبقاً، هي ذاتها المكوّنة حول المهاجرين المغاربة في إسبانيا، ذلك الملتحي، المتطرف، الذي يعنّف النساء، ويكفّر كل مَن يخالفه بقطع رأسه.

شئنا أم أبينا، هذا ما تفكر به الغالبية العظمى من الاسبان، لا سيما الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام، بتكرار مشاهد القتل التي تحدث على أيدي داعش، متناسية ما يفعله نظام الأسد. 

كما ينمو الخوف من هجرة الشباب المسلمين المقيمين في إسبانيا للقتال في صفوف "داعش"، هذا ما نشرته الصحيفة الإسبانية "البايس" في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، للكاتب أوسكار غوييترث، بعنوان "حرب أفكار الدولة الإسلامية"، في مطلع المقالة يقول: "إن الدولة الاسلامية تستخدم ميكانيكية أيديولوجية، لتجنيد آلاف الشباب".

ثم يضيف: "في بعض الدول الاوروبية التي يعيش فيها المسلمون، يعشون في أحياء فقيرة، وظروف سيئة"، ولكن باعتقاده أن الايديولوجية هي أهم بكثير من المسببات الاجتماعية التي قد تدفع الشباب المسلم إلى خيار الهجرة والجهاد.

يحاول غوييتريث القول: اسبانيا تحتوي على 1,732,000 مسلم، ويشكلون %3,4 من المجتمع الاسباني، وإن وجدت داعش سبيلها إلى هذا المجتمع، سيكون الجحيم بحق في اسبانيا. 

من جهة أخرى، فما زال المجتمع الاسباني يمتلك نظرة عنصرية تاريخية، كامنة في لاوعيه ضد العرب، كاستخدام كلمة "مورو" التي تشير إلى العرب بطريقة مهينة، وربما سيظهر بعد ذلك مصطلح "مورو داعشي". 

وما زال بعض الكتّاب يعودون لذكر الصراع الاسلامي ـ المسيحي، يقول غوييتريث: "إن مقتل أحد الرهائن على أيدي الدولة الاسلامية في العراق والشام في منطقة دابق في أعزاز (الشمال السوري)، يحتاج إلى تحليل".


المساهمون