فلسطينيو غور الأردن... يحلمون بمياه باردة في رمضان

25 يونيو 2015
(فيسبوك)
+ الخط -


أطلق شبان فلسطينيون من منطقة غور الأردن (شرق الضفة الغربية) حملةً إلكترونية لجمع مياه الشرب الباردة، في شهر رمضان، وتوزيعها على سكان التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية، والتي تعيش حياة قاسية في ظل احتلال إسرائيلي لا يسمح للفلسطينيين هناك، بتمديد خطوط ماء وكهرباء الى بيوتهم المهددة بالهدم على الدوام.

وقال حمزة زبيدات، منسق حملة "الحق في الماء البارد للبدو"، في اتصال مع "العربي الجديد" إنّ "الحملة تهدف من جهة الى تزويد فلسطينيي الغور بماء بارد في رمضان. ومن جهة أخرى قصدنا تسليط الضوء على قضية الأغوار الفلسطينية المحتلة، فعندما نطلب من الناس زجاجة ماء بارد يندهشون، ويسألون أنفسهم: ألهذا الحد حياة الغوريين صعبة؟! معقول؟!".

احتلت إسرائيل الأغوار الشمالية عام 1967، ودمرت فيها 32 قرية فلسطينية، ليعيش من بقي من الفلسطينيين هناك في خرب تضم خياماً من الخيش والنايلون، فيما بنت إسرائيل مستوطنات على الطراز الحديث لليهود في المنطقة التي طالما كانت مثار جدل في مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية التي تقول "لا دولة من دون الأغوار" وإسرائيل التي تتبجح "لن نترك الأغوار أبداً".

ومنذ ذلك التاريخ، وحتى يومنا هذا، يعيش فلسطينيو الغور في العتمة، ويشتاقون، حقاً، إلى ترطيب ريقهم بماء بارد صيفاً.

يقول علي أبو الكباش، مختار خربة "حمصة الفوقا" إحدى خرب الغور: "هذه أمنيتي... أن أشرب ماءً بارداً، والله لا أذكر آخر مرة شربت بها ماء بارداً ونظيفاً".

ولا تسمح إسرائيل للسكان الفلسطينيين ببناء بيوت في منطقة الأغوار، وتضيق على من تحمل منهم العيش داخل بيوت من الصفيح بعدم السماح لهم بمد خطوط ماء وكهرباء إلى بيوتهم البدائية، ليس هذا فقط، بل تتعمد سلطات الاحتلال قهر الفلسطينيين في الغور من خلال مد خطوط مياه وكهرباء إلى مستوطناتها من بين خيامهم.

يقول زبيدات "كل ما على الناس فعله هو وضع زجاجة ماء إضافية في ثلاجاتهم والتبرع بها لصالح عائلة في الغور، نريد ماءص بارداً فقط، وهذا حق للمتمسكين بأرضهم هناك، ثم إنه أمر محزن أن يتمنى مزارعو الغور ورعاته شرب مياه باردة في رمضان".

ويسير فلسطينيو الغور كيلو مترات عدة لجلب مياه الشرب المتسخة من ينابيع طبيعية في المنطقة. ويتحسر أبو الكباش الذي يرى أن كل الأشهر صعبة عليهم وليس فقط رمضان، قائلاً "لو عندنا طاقة شمسية على الأقل، لشربنا ماءً بارداً، وأنرنا الخيام بمصابيح تجعلنا نميز الأرز من العدس وقت الإفطار".