وقال مصدر أمني لوكالة "رويترز"، إن مسلحاً أطلق الرصاص على أحد المحتجين بعد محاولته إغلاق أحد الطرق في بلدة خلدة قرب العاصمة اللبنانية، مساء الثلاثاء، مضيفًا أن المحتج أصيب بطلقة في الرأس، قبل أن يعلن عن وفاته متأثراً بإصابته، وأن الشرطة اعتقلت مطلق الرصاص للتحقيق معه.
وخاطب عون، في مقابلة تلفزيونية، المحتجّين بالقول: "إذا كنتم ستكملون هكذا سوف تضربون لبنان وتضربون مصالحكم. مصالحكم ستضيع ونضيع معها، وأنا أضعكم أمام هذا الخيار. نحن نعمل ليلاً نهاراً لنرتب الوضع".
وحذّر الرئيس اللبناني من أن المتظاهرين "إذا استمروا ستحدث نكبة"، مستدركًا بالقول إنهم "إن توقفوا فلا يزال هناك مجال للإصلاح".
وبخصوص إمكانية أن يكون رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، رئيسًا للحكومة، قال إن الأخير "لديه أسباب شخصيّة تمنّعه من أن يكون رئيسًا للحكومة، لا أحد يتنكر له"، قائلًا إنه لا يستطيع القطع بذلك "قبل أن تتم الاستشارات"، إلا أنه أكد أن الحريري "لم يعطه جوابًا".
وردًا على سؤال بشأن احتمال بدء الاستشارات النيابيّة، الخميس أو الجمعة المقبلين، لاختيار رئيس وزراء مكلف، أجاب عون: "هذا يعتمد على الإجابات من المعنيين، فهناك صعوبات كثيرة ذُللت وتبقى النقاط الأخيرة، إذ لابد من الخروج بحكومة منسجمة وليست متفرقة".
وأضاف أنه: "يجب تأليف حكومة لديها الجرأة بمحاربة الفساد، وتعتمد خطة اقتصاديّة وتحضر المجتمع المدنيّ بشكل أوسع".
وحث عون اللبنانيين كذلك على ألا يهرعوا إلى البنوك لسحب الأموال، التي قال إنها آمنة. وقال "أطمئن اللبنانيين ألّا يركضوا نحو المصارف، فأموالهم مضمونة وستصلهم كاملة وسنعالج هذه الأزمة".واعتبرعون أن "الحراك بدأ بمطالب اقتصادية بسبب الضرائب المفروضة، ووصل الى مطالب سياسية، ومن الطبيعي أنه عندما تكون الثقة مفقودة بين الشعب والحكومة سيطلب الشعب تغيير الحكومة، حتى تسمع الحكومة الجديدة مطالبه وتنفذها، وأنا تجاوبت معهم ووجهت لهم نداء وقلت إن المطالب محقة، وهذه أيضاً مطالبي الشخصية، دعوناهم الى اللقاء للتحاور سوياً إلا أنني لم أتلق أي جواب".
وتتواصل الاحتجاجات والتحركات في لبنان لليوم السابع والعشرين على التوالي، مع اقتراب دخول الانتفاضة اللبنانية شهرها الثاني. واستمرّ إقفال المحتجين مؤسسات تابعة للدولة اللبنانية ومرافق عامة، اليوم، في وقت سُجّلت إشكالات بين المعتصمين وعدد من المحامين الذين كانوا يحاولون الدخول إلى مقر النقابة من الجهة الخلفية لقصر عدل بيروت.
واستقبل عون، اليوم، سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان، وأطلعهم على موقفه من التطورات الراهنة بحضور وزير الخارجية جبران باسيل. وأعلن عون، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول" أنه "سيكون هناك قريباً جداً حكومة للبنان تواكب الإصلاحات المقررة للأزمة القائمة".