فاجأت طفلة نازحة لا تتجاوز الرابعة، مراسل قناة "الإخبارية" السورية التابعة للنظام، بالقول "ما بدي بشار"، لتنسف محاولة إظهار أن النظام استقبل المدنيين الفارين من جحيمه في حمورية بالغوطة الشرقية بالورود.
استقبل مراسل القناة الطفلة وجدها الطاعن بالسن، والذي فرت بصحبته من مدينة حمورية في الغوطة الشرقية إلى مناطق النظام، بسؤال: "عم بيقولوا انتو مع المسلّحين"، وبينما فقد الجد شجاعة الرد، وحاول مداهنة النظام، كان رد الطفلة صاعقا.
اسمها حبيبة، وكانت حاضرة عندما تلقى جدها السؤال الذي تهرب من الإجابة عليه خشية التنكيل به، وحاول إظهار تأييده للنظام، ولما طالبها أحد المتواجدين بترديد أنها "حبيبة ابنة بشار الأسد"، ردت الطفلة بشكل مباغت "لا... ما بدي بشار".
تحولت الطفلة بين يوم وليلة إلى أيقونة سورية جديدة، وبات الفيديو متداولاً بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحظي بمشاهدات واسعة.
وسرد صحافي سوري يعيش في مناطق النظام، وكُلّف بتغطية خروج المدنيين من الغوطة الشرقية، لـ"العربي الجديد" مشاهداته، شريطة عدم ذكر اسمه، مؤكداً أنه "كان يعيش في حمورية قبل اجتياحها نحو 5 آلاف مدني، وتمكّن قسم منهم من الفرار إلى عمق الغوطة حيث مناطق سيطرة فيلق الرحمن، بينما بقي قسم آخر في المدينة".
وأضاف أن "المدنيين الذين يقدّر عددهم بالمئات، خرجوا عبر معبر مخيّم الوافدين على مدخل الغوطة الشرقية، تحت أعين جنود النظام وضبّاط روس، ووسط تشديدٍ أمني غير مسبوق. الجميع تم تفتيشهم بدقّة بعد الاستعلام عن الهوية قبل أن يسمح لهم بالعبور. حافلات تابعة لجيش النظام قامت بنقلهم من مكان تجمّعهم إلى مركز إيواء (الدوير) الواقع في مدينة عدرا العمالية، وهي لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات عن الغوطة الشرقية".
وأشار إلى أن "الخارجين كان معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ الطاعنين بالسن. تم تقديم أطعمة لهم، ومنع عليهم الخروج من المركز، كما منع عليهم الانتقال إلى العاصمة دمشق قبل التأكد من وضعهم الأمني. النظام يتعامل معهم باعتبارهم خلايا نائمة للجيش السوري الحر".
Twitter Post
|