شاب سوري يصنّع طباخاً يعمل بالطاقة الشمسية في غوطة دمشق

لبنى سالم

avata
لبنى سالم
12 يوليو 2017
53BE9D1B-B19A-43DF-98C4-0ABB7DA5CA1A
+ الخط -
في ظلّ انعدام مصادر الطاقة الكافية لتلبية احتياجات الأهالي، يعمل الشاب السوري مجد جورج سيار، الذي يعيش في غوطة دمشق، على تصنيع طباخات شمسية تؤمن الطاقة اللازمة للطهو اعتماداً على الطاقة الشمسية، كبديل لغياب مصادر الطاقة الأخرى وغلاء أسعارها في ريف دمشق.

يقول سيار، وهو متخصص بالكهرباء الصناعية، إنّ "المحرق الشمسي اختراع قديم، لكن لم تصنعه أي شركة أو ورشة في بلادنا، لدينا حاجة كبيرة له، اليوم، في ريف دمشق والعديد من المناطق الأخرى للطبخ وتقطير مياه الشرب، كما يمكن استغلال أشعة الشمس في طبخ المواد القابلة للتخزين مثل المربيات والخضراوات".

وكانت فكرة صنع الطباخ قد راودت مجد بعد أن رأى امرأة يمنية تستخدمه للطبخ في محافظة (إب) في رحلة سابقة له إلى اليمن، يقول "صنعت النسخة الأولى منه من مواد متوفرة محلياً وهي صاج وحديد ومحرك 12 فولت ومرايا وسيليكون، مع العلم أنه يمكن استبدال المرايا بستانلس عاكس بشكل جيد أو كروم".

ويضيف: "حين أنهيت، أقنعت صاحب محل لبيع الفول والحمص بتجريبه خاصة أنه يصرف مبلغاً يومياً لا بأس به لسلق الفول والحمص، وبعد أن وضع القدر عليه لأول مرة فوجئ أنه بدأ بالغليان بسرعة فانهال ضاحكاً. يؤمن المحرق حرارة عالية جداً يمكن استخدامها حتى للقلي".

وبعد تجريب النسخة الأولى عمل سيار على تحسين مواصفات طباخه المحلي، كميل القدر الذي حاول أن يبقيه ثابتاً فيما يتحرك القرص، وتطوير الطباخ ليتتبع الشمس دون الحاجة للوقوف بجانبه، يقول: "لتحريك القرص قمت بالاستعانة بدارة تتبع ضوئي تتألف من حساسين ضوئيين ومحركين ستلايت، ومحرك مساحة البلور في السيارة لتحريكه شرقاً وغرباً".


يؤكد سيار أن "الطباخ يعطي الفائدة المثالية له، في هذا الوقت من العام، حيث ترتفع درجة الحرارة في ريف دمشق وتسطع الشمس بقوة لساعات طويلة، كما يمكن الاستفادة منه حتى في فصل الشتاء، خاصة إذا وضع في مكان غير معرض لسرعة الرياح، وفي هذه الحالة يمكن الاستفادة من ثلث طاقته نسبة لبرودة الجو التي تساهم في التبريد، بينما يقوم المحرق بالتسخين".

ويلفت سيار إلى أهمية الاستثمار في الطاقة البديلة والنظيفة لتعويض نقص موارد الطاقة لدى السوريين في الوقت الحالي والمستقبل القريب، يقول "مثلاً استخدام واحد من هذه الألواح على سطح بناء يؤمن لجميع سكانه حرارة الطبخ لمدة 9 ساعات يومياً في الصيف، أتمنى من المعنيين ومن يستطيع الترويج لاستخدامه في المخيمات، إذ يمكن أن ينفذ هذا العمل الحدادون وصانعو المدافئ والمداخن، وسيسهل عليهم لفه وتلحيمه. حتى اليوم تجارب استغلال الطاقة البديلة في سورية لا تزال محدودة، أعتقد أن أنجحها كانت تلك المرتبطة بالزراعة والتربية الحيوانية، ﻷن المزارع يمكن أن يستخرج الغاز من روث البقر ويشغل فيه مضخات المياه لريّ المزروعات، وهذا له مستقبل في سورية بما أننا بلد زراعي أصلاً".

وبعد نجاح تجربة الطباخ الشمسي، يعمل سيار اليوم على قوة لوح الطاقة الشمسية وزيادة فعاليته، يقول "أحتاج بعض الوقت لرسم هذه الأفكار من خلال الكمبيوتر ثم تطبيقها، أبحث أيضاً عن وسيلة لإيصال حرارة الطاقة الشمسية إلى المنزل باستخدام مضخة زيت تعمل على 12 فولتاً ومتوفرة عندنا، وذلك بهدف تسخين مياه المنزل في الشتاء".

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
المساهمون
The website encountered an unexpected error. Please try again later.