سورية: إصابة 4 من مقاتلي "الحُـرّ" بحالات اختناق

15 أكتوبر 2014
فجّرت فصائل المعارضة نفقاً أمس الثلاثاء بمعرة النعمان(فرانس برس)
+ الخط -

شهدت المنطقة الممتدة على طول المتحلق الجنوبي، من جهة حي جوبر في دمشق، وبلدة زملكا على الطرف المقابل للمتحلق، اشتباكات ضارية بين مقاتلي "الجيش الحر" وكتائب إسلامية، من جهة، وقوات النظام مدعومة بميليشيات تابعة لها، من جهة ثانية، إثر محاولة الأخيرة اقتحام الحي. وقال مراسل "العربي الجديد" إنّ قوات النظام، قصفت خلال المواجهات جبهة حي جوبر بغاز سام، يُعتقد أنّه "الكلور"، ما أدى إلى اصابة أربعة مقاتلين من "الحر" بحالات اختناق، في حين تمكّنت المعارضة من تدمير دبابة وقتل طاقمها. 

في موازاة ذلك، استهدفت قوات النظام بأربعة صواريخ أرض ــ أرض حي جوبر، وبستة صواريخ مدينة زملكا في ريف دمشق، في حين تعرّضت المنطقتان لقصف بالمدفعيّة الثقيلة وقذائف الهاون. وكان ستة اشخاص، على الأقل، أصيبوا في وقت سابق في جوبر بحالات اختناق، إثر قصف لقوات النظام على الحي مطلع الشهر الماضي.

وتسعى قوات النظام، من خلال استخدامها للغازات السامة، إلى إنهاء وجود المعارضة المسلّحة في جوبر، إذ يشكّل وجودها خطراً كبيراً على النظام، بسبب قربها من ساحة العباسيين، مركز العاصمة من جهة، وكونها تشكّل مفتاح السيطرة على الغوطة الشرقية، من جهة أخرى.

في موازاة ذلك، أحكم مقاتلون من الفيلق الخامس والجبهة الإسلامية، اليوم الأربعاء، سيطرتهم على حاجز الغربال، الواقع غربي قرية معرحطاط، بريف إدلب الجنوبي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، قتل على إثرها 7 مقاتلين من الطرف الأول، فيما لم يحدد حتى اللحظة عدد قتلى قوات النظام. ويقع حاجز الغربال على بعد كيلومترات قليلة من معسكري الحامدية ووادي الضيف، اللذين يُعدّان أكبر معاقل قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي وأخطرها، إذ تستهدف عبرهما البلدات المحيطة بها بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.

وقالت مصادر محلية، رفضت الكشف عن اسمها لـ"العربي الجديد"، إنّ "سيطرة الثوّار على حاجز الغربال، اليوم الأربعاء، فتحت الطريق إلى حاجز "بسيدا"، ومن ثم مباشرة إلى معسكر الحامدية، الذي تطمح فصائل المعارضة إلى السيطرة عليه".

وكانت كتائب المعارضة قد سيطرت، أمس الثلاثاء، على حاجزي شنيرا والطابو قرب معسكر وادي الضيف، وفجّرت نفقاً تحت حاجز الدحروج المجاور لهما، ما "أحدث زلزالاً في المنطقة، أودى بحياة نحو 40 عنصراً من قوات النظام"، على حد تعبير المصدر ذاته.

في غضون ذلك، شنّ الطيران الحربي غارات عدّة على محيط الحاجز، بالتزامن مع إلقاء المروحيات برميلين متفجرين على أطراف مدينة معرة النعمان، ما أوقع قتيلين من المدنيين، بينما اقتصرت أضرار أربعة براميل متفجرة استهدفت مدينة سراقب، على المادية فقط.

يُذكر أنّ فصائل معارضة، أعلنت نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي، بدء معركة "الجيش الواحد" للسيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية، ومنذ ذلك الحين يكثف طيران النظام قصفه لكامل ريف إدلب، حيث ارتكب مجازر عدّة، آخرها في مدينة بنّش. ولم تكن معركة "الجيش الواحد"، الوحيدة التي أعلنتها المعارضة للسيطرة على المعسكرين، بل سبقتها معارك عدّة، تجددت طوال السنتين الماضيتين، وباءت جميعها بالفشل، في ظل امتلاك النظام لسلاح الطيران وزيادة تعزيزاته المحكمة في محيط المعسكرين.