الإعلان عن ارتكاب جنايات أقل في ضواحي الدنمارك الفقيرة المليئة بالمهاجرين الشباب يمثل نقطة أساسية في البرامج الحكومية الموجهة إلى هذه الفئة، لكنّ هذا الانخفاض لا يعني أبداً حلّ أزمة التنمية هناك
يفيد تقرير صادر عن "المركز الدنماركي لتطوير السكن الاجتماعي"، بأنّه "خلال الأعوام من 2000 إلى 2015، شهدت التجمعات السكنية في الضواحي، وهي الأكثر تعرضاً للمشاكل الاجتماعية، تراجعاً في الأعمال الجنائية المرتكبة من الفئة العمرية ما بين 16 و20 عاماً"، ما يخفّض نسبة تلك الأعمال بين الشباب في عموم البلاد.
يأتي هذا بالرغم من تزايد الجدل أخيراً حول عصابات الشباب المهاجرين بمن فيهم من كبروا في الدنمارك، وارتكاب أعمال إجرامية منذ صيف العام الحالي، الذي تتزايد فيه عمليات الاعتداء المسلح، وآخرها على رجلي شرطة متخفيين بزي مدني في ضاحية نوربرو، يوم الجمعة الماضي.
يستند التقرير إلى أرقام مركز الإحصاء الدنماركي التي تفيد بأنّ "تراجعاً شهدته هذه المناطق في أعداد الشباب الذين جرى عرضهم أمام القضاة خلال تلك السنوات في 87 تجمعاً سكنياً، حيث يعيش نحو 17 ألف شاب من تلك الفئة العمرية في الوقت الراهن".
في هذا الإطار، يعتبر مدير التحريات في "المركز الوطني للوقاية الجنائية" هنريك فرامفي، أنّ "هذه النسب المتراجعة تجعلنا سعيدين، لكنّنا لسنا راضين عنها". وبالنسبة لشخص خبير في الوقاية من انتشار الأعمال الجنائية بين الشباب، يعتقد فرامفي أنّ "عدم الرضا عن هذه النتائج ينطلق من كون العملية الحسابية الدقيقة للسنوات ونسب المتهمين تشير إلى زيادة بمرتين ونصف المرة في الجرائم المنتشرة في مناطق تعاني اجتماعياً مقارنة ببقية التجمعات السكنية في عموم الدنمارك". تصنف التجمعات السكنية، التي يطلق عليها رسمياً اسم "غيتوهات"، بأنّها الأكثر اكتظاظاً في أعداد الشباب من أصول مهاجرة مع أعمال تصل حد الانتظام في عصابات إجرامية تتخذ من العنف نهجاً للهيمنة على مناطقها. وبناء على ذلك، نقل التلفزيون الدنماركي عن فرامفي قوله إنّه "لا يجب الركون إلى تلك النتائج والقول إنّها جيدة والتراجع عما يجب القيام به".
اقــرأ أيضاً
على الجانب الآخر، يعتبر شباب من بعض الضواحي أنّ "المساعدة التي يقدمها المرشدون الاجتماعيون في الأندية الشبابية للانضمام إلى الرياضة والدخول إلى سوق العمل في أوقات الفراغ، من خلال مشاريع واضحة الأهداف، تساهم في الحد من انخراط كثيرين في الأعمال الجنائية".
يؤكد الدنماركي أوزكان تيسير، وهو من أصل تركي، أنّه "من خلال العمل مع فئة اليافعين الأكثر معاناة اجتماعياً خلال الأعوام العشرة الماضية، يمكن التأكيد على أنّ مساهمات عمال الحقل الاجتماعي تفيد كثيراً". يعتبر أوزكان، الذي نشأ في إحدى الضواحي، أنّ "العمل المبكر جداً يفيد كثيراً. وفي الوقت نفسه فإنّ منح الشباب المسؤولية عن حياتهم في سن مبكر يطور علاقتهم بأهاليهم، ما يجعل الأهل ينظرون إليهم على أنّهم قادرون وليسوا سلبيين، إذ من المهم أن تكون هناك نجاحات في جعبة هؤلاء الشباب". يعطي أوزكان مثلاً جيداً في محيطه السكني، فهو تحمل مسؤولية مساعدة اليافعين منذ عام 2013 لقضاء أوقات الفراغ بأعمال خفيفة مع إقبال واسع في ضاحية كارليموسا التي تبعد عن كوبنهاغن نحو 33 كيلومتراً. وكانت السلطات الدنماركية قد صنفت هذه الضاحية بـ"غيتو أجانب" عام 2012 بعد الزيادة في أعداد القاطنين من أصول مهاجرة في تجمعها السكني الاجتماعي.
يعتبر موظفون وعمال اجتماعيون أنّ "الشباب يتقاطرون إلى مشاريع الوقاية من الأعمال الجنائية عبر تحفيزهم على العمل في أوقات الفراغ ليحصلوا على دخل مالي مستقل يمنحهم فرص ارتياد دور السينما وممارسة نشاطات مع الأصدقاء من دون طلب الأموال من الأهل أو البحث عنها بطرق أخرى".
وفقاً لما تذهب إليه الدراسات الحقلية التي استندت إلى تجارب الشباب اليافعين، فإنّ العمل في المتاجر بمهام خفيفة في أوقات الفراغ، كوضع البضائع على الرفوف أو المساعدة بوظائف في رياض الأطفال، يسمح لهم بتقدير أنفسهم. وهو ما يعبر عنه الشاب عبد الله يحيى (17 عاماً)، إذ يقول: "اشتركت بالعمل في أوقات الفراغ في عدد من الوظائف وصرت أشعر بأنّي أملك شيئاً من المال لنفسي فلا أحتاج إلى أهلي لمنحي المصروف طوال الوقت". بالنسبة لشاب كعبد الله الذي نشأ في تجمع سكني يعاني شبابه من تصنيفات تضعهم على هامش المجتمع، فهو يرى أنّ "اليافعين لا يفكرون كثيراً بما يقومون به من جنايات، والدفع نحو العمل يجعلهم يفكرون بتنظيم حياتهم، إذ يشعرون بالالتزام تجاه الدوام، وهو ما يعني التوقف أمام مسؤوليات، ولو كانت صغيرة".
ويتفق أحمد (17 عاماً)، مع عبد الله في مسألة تحمل المسؤولية وأهمية عروض العمل في أوقات الفراغ: "ثمة سباق حقيقي بين العصابات والعاملين في الأندية والمشرفين على إيجاد برامج تشغيل ودراسة من الموظفين، ومن الأفضل بالطبع أن يكون المشرفون سباقين كي لا يقع الشباب في براثن العصابات".
اقــرأ أيضاً
يفيد تقرير صادر عن "المركز الدنماركي لتطوير السكن الاجتماعي"، بأنّه "خلال الأعوام من 2000 إلى 2015، شهدت التجمعات السكنية في الضواحي، وهي الأكثر تعرضاً للمشاكل الاجتماعية، تراجعاً في الأعمال الجنائية المرتكبة من الفئة العمرية ما بين 16 و20 عاماً"، ما يخفّض نسبة تلك الأعمال بين الشباب في عموم البلاد.
يأتي هذا بالرغم من تزايد الجدل أخيراً حول عصابات الشباب المهاجرين بمن فيهم من كبروا في الدنمارك، وارتكاب أعمال إجرامية منذ صيف العام الحالي، الذي تتزايد فيه عمليات الاعتداء المسلح، وآخرها على رجلي شرطة متخفيين بزي مدني في ضاحية نوربرو، يوم الجمعة الماضي.
يستند التقرير إلى أرقام مركز الإحصاء الدنماركي التي تفيد بأنّ "تراجعاً شهدته هذه المناطق في أعداد الشباب الذين جرى عرضهم أمام القضاة خلال تلك السنوات في 87 تجمعاً سكنياً، حيث يعيش نحو 17 ألف شاب من تلك الفئة العمرية في الوقت الراهن".
في هذا الإطار، يعتبر مدير التحريات في "المركز الوطني للوقاية الجنائية" هنريك فرامفي، أنّ "هذه النسب المتراجعة تجعلنا سعيدين، لكنّنا لسنا راضين عنها". وبالنسبة لشخص خبير في الوقاية من انتشار الأعمال الجنائية بين الشباب، يعتقد فرامفي أنّ "عدم الرضا عن هذه النتائج ينطلق من كون العملية الحسابية الدقيقة للسنوات ونسب المتهمين تشير إلى زيادة بمرتين ونصف المرة في الجرائم المنتشرة في مناطق تعاني اجتماعياً مقارنة ببقية التجمعات السكنية في عموم الدنمارك". تصنف التجمعات السكنية، التي يطلق عليها رسمياً اسم "غيتوهات"، بأنّها الأكثر اكتظاظاً في أعداد الشباب من أصول مهاجرة مع أعمال تصل حد الانتظام في عصابات إجرامية تتخذ من العنف نهجاً للهيمنة على مناطقها. وبناء على ذلك، نقل التلفزيون الدنماركي عن فرامفي قوله إنّه "لا يجب الركون إلى تلك النتائج والقول إنّها جيدة والتراجع عما يجب القيام به".
يؤكد الدنماركي أوزكان تيسير، وهو من أصل تركي، أنّه "من خلال العمل مع فئة اليافعين الأكثر معاناة اجتماعياً خلال الأعوام العشرة الماضية، يمكن التأكيد على أنّ مساهمات عمال الحقل الاجتماعي تفيد كثيراً". يعتبر أوزكان، الذي نشأ في إحدى الضواحي، أنّ "العمل المبكر جداً يفيد كثيراً. وفي الوقت نفسه فإنّ منح الشباب المسؤولية عن حياتهم في سن مبكر يطور علاقتهم بأهاليهم، ما يجعل الأهل ينظرون إليهم على أنّهم قادرون وليسوا سلبيين، إذ من المهم أن تكون هناك نجاحات في جعبة هؤلاء الشباب". يعطي أوزكان مثلاً جيداً في محيطه السكني، فهو تحمل مسؤولية مساعدة اليافعين منذ عام 2013 لقضاء أوقات الفراغ بأعمال خفيفة مع إقبال واسع في ضاحية كارليموسا التي تبعد عن كوبنهاغن نحو 33 كيلومتراً. وكانت السلطات الدنماركية قد صنفت هذه الضاحية بـ"غيتو أجانب" عام 2012 بعد الزيادة في أعداد القاطنين من أصول مهاجرة في تجمعها السكني الاجتماعي.
يعتبر موظفون وعمال اجتماعيون أنّ "الشباب يتقاطرون إلى مشاريع الوقاية من الأعمال الجنائية عبر تحفيزهم على العمل في أوقات الفراغ ليحصلوا على دخل مالي مستقل يمنحهم فرص ارتياد دور السينما وممارسة نشاطات مع الأصدقاء من دون طلب الأموال من الأهل أو البحث عنها بطرق أخرى".
وفقاً لما تذهب إليه الدراسات الحقلية التي استندت إلى تجارب الشباب اليافعين، فإنّ العمل في المتاجر بمهام خفيفة في أوقات الفراغ، كوضع البضائع على الرفوف أو المساعدة بوظائف في رياض الأطفال، يسمح لهم بتقدير أنفسهم. وهو ما يعبر عنه الشاب عبد الله يحيى (17 عاماً)، إذ يقول: "اشتركت بالعمل في أوقات الفراغ في عدد من الوظائف وصرت أشعر بأنّي أملك شيئاً من المال لنفسي فلا أحتاج إلى أهلي لمنحي المصروف طوال الوقت". بالنسبة لشاب كعبد الله الذي نشأ في تجمع سكني يعاني شبابه من تصنيفات تضعهم على هامش المجتمع، فهو يرى أنّ "اليافعين لا يفكرون كثيراً بما يقومون به من جنايات، والدفع نحو العمل يجعلهم يفكرون بتنظيم حياتهم، إذ يشعرون بالالتزام تجاه الدوام، وهو ما يعني التوقف أمام مسؤوليات، ولو كانت صغيرة".
ويتفق أحمد (17 عاماً)، مع عبد الله في مسألة تحمل المسؤولية وأهمية عروض العمل في أوقات الفراغ: "ثمة سباق حقيقي بين العصابات والعاملين في الأندية والمشرفين على إيجاد برامج تشغيل ودراسة من الموظفين، ومن الأفضل بالطبع أن يكون المشرفون سباقين كي لا يقع الشباب في براثن العصابات".