سباق جهود دبلوماسية لإنقاذ الاتفاق النووي... بلا تقديم بديل

موسكو

العربى الجديد

avata
العربى الجديد
واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
طهران

العربى الجديد

avata
العربى الجديد
24 ابريل 2018
1911E778-B06E-43DF-92BC-B691685D3E61
+ الخط -
انطلاقاً من اليوم حتى 12 مايو/ أيار المقبل، لا يُتوقع أن يطغى في العالم موضوع على جهود إيجاد مخرج لأزمة الاتفاق النووي الموقع مع إيران، والذي يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمزيقه، تنفيذاً لوعد انتخابي قديم قطعه تجاه "صفقة فيينا" الموقعة في 14 يوليو/ تموز 2015. وزادت في الساعات الماضية جهود جماعية من أوروبا إلى روسيا فالصين، هادفة إلى الضغط على ترامب لإقناعه بعدم تنفيذ التهديد الذي أطلقه في آخر مرة مدد فيها التزام الولايات المتحدة ببنود الاتفاق وبتعليق العقوبات المفروضة من قبل أميركا على إيران، أي في 12 يناير/ كانون الثاني الماضي، عندما أرفق تمديد تعليق العقوبات بمهلة مائة يوم، تنتهي في 12 مايو المقبل، لكي يلبي أطراف الاتفاق (مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا)، طلباته قبل أن يوقع على تمديد آخر لثلاثة أو لستة أشهر من عمر الاتفاق النووي. وطلبات ترامب غير محددة بشكل نهائي، إذ إنها تقول صراحة إنه يجب فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي، لكنها تصبح غامضة حين تضع شرط "كبح النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط". لكن المعسكر الأوروبي الروسي الصيني، المتمسك بالاتفاق النووي، عاجز حتى اللحظة عن إقناع ترامب ببديل لإلغاء الاتفاق، وخصوصاً أن أركان هذا المعسكر يدركون تماماً أن قرارات ترامب غالباً ما تكون غير متوقعة، وأن الأخير مستعد لتغيير رأيه في أي وقت، بدليل الشواهد الكثيرة التي قال فيها الشيء وعكسه من دون أن يفصل بين القرارين أكثر من ساعات، بدءاً من الوضع السوري وصولاً إلى اتفاقية نافتا وميثاق التغير المناخي والقضية الكورية... وهذا من دون الحديث عن مواقفه الداخلية التي تتغير بشكل سريع وبلا مقدمات. وترامب ليس وحيداً في الرغبة بحرق الاتفاق النووي، إذ تحاول أطراف مثل إسرائيل والسعودية تشجيعه على الإسراع في إعلان وفاة اتفاقية فيينا.

وستكون أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مهمة شاقة يدرك أنها غير مضمونة، حين يحاول، اليوم الثلاثاء، إقناع ترامب ببدائل عن إلغاء الاتفاق النووي وانسحاب أميركا منه، من دون أن يكون لماكرون بديل حقيقي ليطرحه على مضيفه الأميركي في أول زيارة دولة لرئيس أجنبي إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب. وكان ماكرون يأمل أن يذهب حاملاً عرضاً أوروبياً ينص على "فرض عقوبات على فصائل مسلحة وقادة عسكريين إيرانيين" تقاتل إلى جانب النظام السوري، وأن يتم تحضير عقوبات تفرض فقط على برنامج الصواريخ الإيرانية العابرة للقارات، قبل أن تحبط كل من إيطاليا وبدعم من النمسا هذه الفكرة التي تقدمت بها كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا خلال الاجتماع الذي عقد في لوكسمبورغ الأسبوع الماضي لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي. وأمام العجز عن صياغة بديل لإلغاء الاتفاق النووي ولإبقائه على حاله، لم يبق أمام الأمم المتحدة، وأمام روسيا والصين، وهما الطرفان الرئيسيان في صفقة فيينا، إلا أن يناشدوا الجميع للإبقاء على بنود الاتفاق كما هي، وهي التي يقول ترامب إنها سمحت لإيران بمدّ نفوذها وتعزيزه نتيجة تحررها من العقوبات الاقتصادية، بما يهدد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. ونص اتفاق 2015 على رفع العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفي المقابل تعهدت طهران بالحد من أنشطتها النووية ووضعها تحت الرقابة الدولية.‎ وينص الاتفاق أيضاً على أن بعض القيود التقنية المفروضة على الأنشطة النووية تسقط تدريجياً اعتباراً من 2025. ولم تتضمن الاتفاقية أي بند علني عن التمدد الإيراني في الشرق الأوسط، وهو ما يدعم الخطاب الإيراني في رفض أي مفاوضات لتعديل الاتفاق وتضمينه بنوداً لا علاقة لها بنصّه الأصلي.

وتواجه الصداقة بين ماكرون وترامب اختباراً صعباً اليوم، عندما يلتقيان في واشنطن رسمياً في إطار زيارة تستمر ثلاثة أيام لماكرون، يبحثان خلالها عدداً من النقاط الخلافية الجوهرية، في طليعتها الملف النووي الايراني. وفي مقابلة، الأحد، أجرتها معه شبكة "فوكس نيوز" المفضلة لدى ترامب، عرض ماكرون ما سيطرحه من حجج وبراهين لإقناع ترامب بالملفات التي تضعهما على طرفي نقيض، مثل ايران وسورية والنزاع التجاري بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن، التي تزورها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في 27 الشهر الحالي ليكون الملف الإيراني أيضاً متصدراً النقاشات. وقال ماكرون في مقابلة "فوكس نيوز": "ليست لدي خطة بديلة" للتأكد من عدم امتلاك إيران قنبلة نووية. وكان ماكرون قد كسر الجمود الهاتفي بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل تنسيق الموقف من إيران قبل اللقاء الفرنسي الأميركي، فاتفقا، خلال مكالمة هاتفية أمس الاثنين، على ضرورة استمرار الاتفاق النووي الإيراني. وأوضح بيان صدر عن الكرملين، أن الرئيسين "دعيا إلى مواصلة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وهو عامل مهم لضمان الأمن الدولي"، علماً أن ماكرون يزور موسكو أيضاً في مايو المقبل.


كما نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله، أمس الاثنين، من بكين، إنه اتفق مع نظيره الصيني وانغ يي على أن تحاول موسكو وبكين التصدي لأي محاولة أميركية لتقويض الاتفاق النووي الإيراني. ونقلت الوكالة عن لافروف قوله بعد محادثات مع وانغ يي في بكين: "نعارض إعادة النظر في هذه الاتفاقات، ونعتبر أن محاولة إهدار سنوات من العمل الدولي، الذي نُفذ من خلال محادثات بين القوى الست الكبرى وإيران، ليعود لنقطة الصفر، سيكون أمراً سلبياً جداً". كذلك حثت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو، الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني على عدم التخلي عنه. وقالت ناكاميتسو في مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة عن حظر الانتشار النووي: "نأمل أن يظل جميع المشاركين فيه ملتزمين بتنفيذه والإبقاء عليه على المدى الطويل".

وفي السياق، استغل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تواجده في نيويورك خلال الأيام القليلة الفائتة للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للسلام، فأجرى العديد من المقابلات مع وسائل إعلام أميركية، ركز خلالها على تبعات خروج الولايات المتحدة المحتمل من الاتفاق النووي ليعلن أخيراً، خلال لقاء مع مجلة "نيويوركر"، عن الخيارات التي وضعتها إيران بحال حدوث ذلك. وذكر ظريف أن السيناريو الأول سيكون بخروج إيران من الاتفاق بالكامل، وبعودتها لاستئناف نشاطها النووي وتخصيب اليورانيوم كما السابق، "ولن تسعى بطبيعة الحال لامتلاك قنبلة نووية"، على حد تعبيره. أما الخيار الثاني، فسيكون من خلال الاستفادة من بنود الخلافات والنزاعات الموجودة في الاتفاق النووي والتي تسمح بتقديم شكاوى رسمية، وقد تقدمت إيران بالفعل بـ11 شكوى للجنة المشرفة على تطبيق الاتفاق، لإعادة أميركا وإجبارها على الالتزام بالاتفاق. ووصف ظريف الخيار الثالث بالأكثر جدية وصعوبة، لأنه "من المحتمل أن نقرر الخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية" والتي وقعت عليها في وقت سابق. وكان ظريف قد حثّ الدول الأوروبية على إقناع ترامب بعدم الانسحاب من الاتفاق الذي قال إنه ليس له "بديل آخر". وكتب على حسابه على تويتر: "إما كل شيء أو لا شيء. على الزعماء الأوروبيين تشجيع ترامب ليس فقط على البقاء في الاتفاق، ولكن الأهم على البدء في تنفيذ جانبه من الاتفاق بنية صادقة".

ذات صلة

الصورة
دونالد ترامب ومحمود عباس بالبيت الأبيض في واشنطن 3 مايو 2017 (Getty)

سياسة

أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيعمل على إنهاء الحرب وأبدى استعداده للعمل من أجل السلام
الصورة

سياسة

على الرغم من إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إلا أنه ما زال يواجه تهماً عديدة في قضايا مختلفة، وذلك في سابقة من نوعها في البلاد.
الصورة
هاريس تتحدث أمام تجمع النتخابي في واشنطن / 29 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

حذرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في خطاب أمام تجمع انتخابي حضره أكثر من 70 ألفاً في واشنطن من مخاطر فترة رئاسية ثانية لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
الصورة
بانون وترامب في البيت الأبيض، 31 يناير 2017 (تشيب سوموديفيا/Getty)

سياسة

يستعين المرشح الجمهوري للرئاسيات الأميركية دونالد ترامب بفريق من المساعدين، من شديدي الولاء له، فضلاً عن اعتماده على آخرين رغم خروجهم من الدائرة الضيقة.