ليلة غد السبت يذهب الأطفال باكراً إلى أسرّتهم ويغمضون عيونهم من دون أن يغفوا كي "يقبضوا" على بابا نويل الذي سيتسلّل إلى منازلهم كي يضع الهدايا والألعاب التي حلموا باقتنائها. ففي هذه الليلة تأتي الهدية مكافأة لهم عن سنة حاولوا أن يكونوا خلالها مطيعين ومهذبين ومجتهدين في دروسهم، مثلما يتوقع منهم.
تتفاوت أحلام الأطفال العرب وتمنياتهم في هذه الليلة، وتتغيّر بحسب الأيام التي يعيشونها والظروف التي تمرّ بهم وبأهلهم. فهناك من يأمل الحصول على الألعاب العادية ويفرح بها. وهناك من يتمنى طعاماً أو حلوى لم تعد عائلته قادرة على تأمينه. هناك من يحلم بمنزل خسره بسبب الحرب وأحقادها. وهناك من يتمنى عودة أحباء غادروا إلى الأبد.
ربما ليس بابا نويل قادراً على تحقيق جميع أمنيات هؤلاء الأطفال. ليته يستطيع. لكن، مع ذلك، يبقى لهم الحلم. والحلم جميل طالما أنهم يؤمنون به.