بدأ وزير خارجية الولايات المتحدة، ريكس تيلرسون، اليوم الخميس، زيارته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وتوجه فور وصوله إلى قصر الرئاسة في منطقة بعبدا، حيث اجتمع برئيس الجمهورية ميشال عون، ووزير الخارجية جبران باسيل.
ويمكن تسجيل ملاحظتين على شكل الزيارة الأولى لتيلرسون إلى بيروت. الأولى، تتعلق بعدم استقبال الوزير باسيل نظيره الأميركي في المطار، وذلك استنادا إلى مبدأ "المعاملة بالمثل"، كما أكدت مصادر في الخارجية اللبنانية لـ"العربي الجديد"، وذلك بسبب عدم استقبال وزراء الخارجية الأميركيين نظراءهم اللبنانيين عند زيارة الولايات المتحدة.
كما شكلت الدقائق العشر التي فصلت بين دخول تيلرسون للقاء رئيس الجمهورية، ودخول عون، محط استغراب الإعلاميين، وحتى أعضاء الوفد الأميركي الذي يضم مساعد وزير الخارجية، ديفيد ساترفيلد، والسفيرة إليزابث ريتشارد، إذ ظهر الوزير الأميركي وحيداً في الصور التي نقلتها وسائل الإعلام.
وبعد لقاء موسع عقده الوفد الأميركي مع الرئيس اللبناني، انتقل تيلرسون إلى غرفة جانبية، حيث عقد لقاءً ثنائياً مع الوزير باسيل.
واعتبر عون بعد اللقاء، أن على واشنطن أن تعمل على منع إسرائيل من استمرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية، والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701.
وقال "نحن متمسكون بالحدود اللبنانية، ونرفض ادعاءات إسرائيل بملكية أجزاء من المنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه اللبنانية".
وأضاف "ملتزمون الهدوء على الحدود الجنوبية ولا نريد الحرب مع أحد، في حين أن إسرائيل تواصل اعتداءاتها علينا، وذاكرة الجنوبيين لا تزال حية حيال حروبها، لذلك ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى لعب دور فاعل في هذا المجال".
من جهةٍ أخرى أكد رئيس الجمهورية استمرار العمل على تفكيك الخلايا المتبقية من الجماعات الإرهابية، منها من خلال العمليات الأمنية الإستباقية.
وفي ملف النازحين السوريين، قال عون "لبنان الذي استضاف أكثر من مليون و850 ألف نازح سوري على أراضيه منذ بدء الأحداث الدامية في سورية، لم يعد باستطاعته تحمل المزيد من التداعيات التي يسببها هذا النزوح على أمنه واستقراره واقتصاده والأوضاع الاجتماعية والتربوية والصحية".
ومن القصر الجمهوري، انتقل تيلرسون إلى منطقة عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على أن يلتقي بعدها رئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري، في السراي الكبير، ويعقد مؤتمرا صحافيا مُشتركاً معه. وهو تفصيل أثار حفيظة فريق باسيل، الذي يخشى من تحوّل إقامة المؤتمرات الصحافية لوزراء الخارجية الذين يزورون لبنان في السراي بدل مقر وزارة الخارجية، إلى عرف دائم.
وتأتي زيارة تيلرسون في وقت لا تزال السلطات اللبنانية تعترض على طريقة إدارة الخارجية الأميركية لملف الخلاف الحدودي في البر والبحر مع إسرائيل. وقد أكد الرؤساء الثلاثة في لبنان، رفض أي اعتداء إسرائيلي على حدود لبنان البرية، أو على ثرواته النفطية في المياه الإقليمية الخاصة به.
وتمت ترجمة هذا الاعتراض من خلال التوجيهات التي أُعطيت للوفد العسكري اللبناني الذي يشارك في الاجتماع الدولي الدوري الذي ترعاه الأمم المتحدة بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، وأيضا التوجيهات التي أُعطيت للجيش اللبناني بالرد على أي محاولة إسرائيلية لبناء جدار أمني على أراض حدودية مُتحفظ عليها لبنانياً.
كما سبق للبنان أن راسل مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، وحوّل ترسيم الحدود البحرية الخاص به إلى وثيقة أممية يمكن اللجوء إليها، لتأكيد حق لبنان في مياهه الإقليمية.