مواقف نبيل القروي انعكست في تسخير برامج القناة السياسية لمهاجمة حكومة الشاهد، من خلال استغلال حادثة غرق مهاجرين غير شرعيين قبالة سواحل جزيرة قرقنة التونسية، وتحميل الحكومة المسؤولية عن وفاة أكثر من 70 شخصاً.
هذا التسخير اعتبره الكثيرون انخراطاً من القناة في صراع سياسي محوره يوسف الشاهد وحافظ قايد السبسي، والانتصار لهذا الأخير، في حين كانت القناة محمولة على الحياد وعدم الانخراط في مثل هذه الصراعات السياسية.
والمواقف الرافضة لسياسة القناة ومن ورائها نبيل القروي عبّرت عنها "الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري" (الهايكا) من خلال بيان أشارت فيه إلى أنها رصدت تغطية قناة "نسمة" بـ"طريقة موجّهة ومتعارضة مع أخلاق المهنة الصحافية".
وذكرت "الهايكا" أن "تطويع القناة منابر حوارية للدعاية لموقف أحادي يختزل طموحاً شخصياً، بتأثير من صاحبها نبيل القروي"، مشيرة إلى أن هذا الأمر "استمرار في مخطط من التخريب الممنهج للمشهد الإعلامي، بهدف التموقع والتأثير في مفاصل الدولة ومؤسساتها، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار شبهات الفساد المالي والأبحاث التحقيقية المفتوحة بشأنه، مما يستوجب وقفة مسؤولة من قبل مؤسسات الدولة".
هذه القضايا المتهمة فيها "نسمة" والقروي تتمثل في التهرب الضريبي من خلال 6 مؤسسات يملكها الأخير، وهي مطالبة بدفع ما يناهز ثمانية ملايين دينار تونسي (حوالي 3.5 ملايين دولار أميركي) ضرائب للدولة التونسية. كما نشرت بعض المؤسسات الإعلامية القريبة من دوائر صنع القرار في تونس خبراً يتعلق بتجميد الحسابات البنكية للقروي من دون إصدار بلاغ رسمي في ذلك.
موقف "الهايكا" من نبيل القروي وقناة "نسمة تي في" يلقى الدعم من النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، إذ أكد العضو في مكتبها التنفيذي، محمد اليوسفي، أن "بيان الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري يمكن اعتباره بقعة ضوء وبارقة أمل في مشهد إعلامي بلغ درجة خطيرة من التعفن، واختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل، نتيجة تغلغل المال السياسي الفاسد وطغيان منطق لعبة مافيا المصالح الفئوية".
وأضاف اليوسفي: "قادرون، ولو بعد حين، على إصلاح القطاع والارتقاء بدوره الوطني ومسؤوليته الاجتماعية وفقاً لأخلاقيات المهنة الصحافية، وانتصاراً لكل من ناضل بشكل مبدئي نزيه دفاعاً عن حرية الإعلام واستقلاليته عن الأجندات الضيقة المشبوهة المتناقضة مع روح المسار الديمقراطي وميثاق الشرف الصحافي".
في المقابل، يرفض حزب "نداء تونس" الحاكم الذي يطالب بإقالة حكومة يوسف الشاهد هذا الموقف، إذ علّق الناطق الرسمي للحزب، منجى الحرباوي، بالقول إنه "أكثر من ثلاث سنوات ونداء تونس وقيادات نداء تونس ومديره التنفيذي حافظ قايد السبسي وحتى رئيس الجمهورية وعائلته تحت قصف التسيب الإعلامي البعيد عن أخلاق الصحافة والحرفية الصحافية ببعض وسائل الإعلام المختصة في نداء تونس ورموزه، ولم نسمع بما يسمى بالـ(هايكا)، واليوم أتحفتنا ببيان تملق".