تونس: ثلاثة أعوام على اختطاف الطفل خليل

14 مارس 2016
الطفل المخطوف خليل (العربي الجديد)
+ الخط -

مرت ثلاثة أعوام على اختطاف الطفل التونسي خليل حسن، المولود عام 1998، من محافظة جندوبة شمال غربي البلاد. وتستقبل عائلته العام الثالث على مرارة الفقدان والمصير الغامض للطفل، الذي شكل لغزاً كبيراً للعائلة.

كان خليل يلعب أمام بيته في إحدى ليالي شهر رمضان، يوم 25 يوليو/تموز 2013، وفجأة لم تعثر العائلة على أثر له.

وقال والد الطفل، لـ"العربي الجديد"، إن: "خليل ولد بعد سبع بنات، وكانت مكانته مميزة في الأسرة، وكان مقرباً منه كثيراً، وكان يضفي أجواء المرح على عائلته.. كان شديد التعلق بأخواته".

بحث الأب عنه في أغلب المحافظات التونسية، ولم يترك مكاناً إلا وفتش فيه عن ولده، وكان كلما يشاهد طفلاً في مثل عمر خليل يهرول نحوه مسرعاً، لكن سرعان ما يصاب بالخيبة، بحسب قول الأب.

ويؤكد حسن أنه بحث في المستشفيات والمشارح والمقابر، وزار مقرات أمنية عدة، لكنه لم يعثر على طفله لا بين الأحياء ولا بين الأموات.

وأشار إلى أن "خليل كان تلميذاً في السنة الثامنة أساسي في مدرسة بوعوّاد في جندوبة، وكان ليلة اختفائه يلعب مع أصدقائه في الحي، ثم توجه لشراء قارورة مشروبات غازية، ليختفي بعدها. ورغم مساعي وجهود الجيران والأصدقاء ممن بحثوا لأيام وأسابيع عن الطفل، إلا انهم لم يجدوا أثراً لخليل".

اقرأ أيضاً: الأقارب والجيران يشاركون بالخطف في العراق

وأكد أنه "رغم مرور ثلاثة أعوام على الحادثة، إلا أن لوعة الفقدان ظلت على حالها، ولا يزال الحزن يخيم على البيت، فلا تحلو الأعياد للأسرة الملتاعة، وتمر المناسبات عليها من دون طعم".

ولفت الأب إلى أن صحة أم خليل تدهورت كثيراً منذ الحادثة، وأصبحت تتردد على المستشفيات، وتنتابها الكوابيس من حين إلى آخر، "لا أصعب على الأم من فقدان فلذة كبدها، من دون أن تعرف مصير طفلها".

وأضاف أنّ "الشبهات والشكوك حامت حول عدد من الأشخاص"، مشيراً إلى أن قلبه يخبره بأن شخصاً معروفاً بسوابقه العدلية وسوء سلوكه، وهو من الحي ذاته، يقف وراء حادثة الاختطاف. وتابع "هذا الشخص سبق أن خطب ابنته، ولكن الأسرة رفضته لسوء سلوكه، فهددهم بالانتقام.. التحقيقات لم تصل إلى أي نتيجة، ولم تكن بالنسق المطلوب".

مع مرور الأيام يخشى حسن أن يدفن ملف ابنه ويُنسى، مشيراً إلى أن قلبه يخبره بأن خليل لا يزال على قيد الحياة. وبأنه سيظل متشبثاً بالأمل طالما أنه لم يعثر على جثته، وأنه سيواصل البحث عنه ولن يستسلم إلى أن يكشف لغز اختفائه.

وأكد أنه "قضى أياماً وأسابيع يطوف بسيارته من محافظة إلى أخرى علّه يهتدي إلى خيط يقوده إلى ابنه، أو إلى خاطفه، لكن من دون جدوى"، مشيراً إلى أنه أنشأ صفحة على شبكات التواصل الاجتماعي، أطلق من خلالها عديد النداءات والرسائل التي تتحدث عن قصة ابنه المفقود.

واختتم بالقول: "الانتظار مدمر للأعصاب ومنهك للنفوس، وأنه لا يوجد أصعب من فقدان عائلة لطفلها"، معتبراً أنه لو تأكد موت خليل أو عثروا على جثته ربما ساعتها يرتاح، وسيترحم على روحه الطاهرة وينال خاطفه العقاب الذي يستحقه.



اقرأ أيضاً: مصر: 70% من اختطاف الأطفال في الريف 
دلالات
المساهمون