الصحة العالمية: 8 ملايين شخص أصيبوا بالسل عام 2023 في أعلى رقم على الإطلاق

30 أكتوبر 2024
فحص الأشعة السينية لمريض مصاب بالسل بمستشفى في هانوي، في 2 إبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- سجلت منظمة الصحة العالمية أكثر من ثمانية ملايين إصابة بالسل في العام الماضي، مع وفاة حوالي 1.25 مليون شخص، وهو ما يقارب ضعف وفيات فيروس نقص المناعة البشرية في 2023.
- يؤثر السل بشكل كبير على 30 بلداً، حيث تستحوذ الهند وإندونيسيا والصين والفيليبين وباكستان على 56% من العبء العالمي. يصيب السل الرجال بنسبة 55% والنساء بنسبة 33%، بينما يصيب الأطفال والمراهقين بنسبة 12%.
- حددت منظمة الصحة العالمية خمسة عوامل خطيرة تساهم في حالات السل الجديدة، وأكدت على أهمية التعاون عبر القطاعات لمواجهة التحديات مثل نقص التمويل وتغير المناخ.

أعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء، أنه تم تسجيل إصابة أكثر من ثمانية ملايين شخص بالسل في العام الماضي، وهو أعلى عدد تم تسجيله منذ أن بدأت المنظمة الأممية في رصد هذا المرض في العالم خلال عام 1995. وذكر التقرير العالمي عن السل لعام 2024 أن حوالي 1.25 مليون شخص تُوفوا بسبب السل الرئوي، وهذه الوفيات تقريباً ضعف عدد الأشخاص الذين قتلهم فيروس نقص المناعة البشرية في 2023.

وتطرّق التقرير أيضاً إلى التقدم المتباين في مكافحة السل على الصعيد العالمي والمقترن بالاستمرار في مواجهة التحديات، مثل النقص الكبير في التمويل. ومع ذلك، تستمر أعداد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسل في الانخفاض على مستوى العالم، وقد بدأ عدد الأشخاص المصابين حديثا في الاستقرار. وأشارت المنظمة إلى أنه من بين 400 ألف شخص يقدّر إصابتهم بالسل المقاوم للأدوية في العام الماضي، تم تشخيص وعلاج أقل من نصفهم.

الصحة العالمية: السل أشد الأمراض المعدية فتكاً

ووفقاً للمصدر نفسه، يؤثر السل بشكل غير متناسب على الناس في 30 بلداً مثقلاً بعبئه، بحيث استأثرت الهند (26%) وإندونيسيا (10%) والصين (6.8%) والفيليبين (6.8%) وباكستان (6.3%) مجتمعة بنسبة 56% من عبء السل العالمي. كما أصاب السل الرجال بنسبة 55% والنساء بنسبة 33%، بينما أصاب الأطفال والمراهقين الشباب بنسبة 12%.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "إن الحقيقة القائلة بأن السل ما زال يتسبب في قتل وإمراض الكثير من الناس أمر مؤسف، لأننا نمتلك الأدوات اللازمة للوقاية منه وكشفه وعلاجه. وتحث المنظمة جميع البلدان على الوفاء بالالتزامات الملموسة التي قطعتها على نفسها بشأن توسيع نطاق الاستفادة من تلك الأدوات والقضاء على السل".

والسل مرض معدٍ يصيب الرئتين، ويسببه في الغالب أحد أنواع البكتيريا. وينتقل عن طريق الهواء عندما يسعل المصابون به أو يعطسون أو يبصقون. ويمكن الوقاية منه وعلاجه. وتشير التقديرات إلى إصابة نحو ربع سكان العالم بالسل، إلا أن ما يتراوح بين 5 و10% منهم فقط هم من تظهر عليهم الأعراض.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنه لا يمكن للأشخاص المصابين بعدوى السل ولكنهم لم يصابوا (بعدُ) بالمرض نقله. ويعالج في العادة بالمضادات الحيوية، وقد يكون قاتلاً إذا لم يعالج.

ورصدت منظمة الصحة العالمية في تقريرها، 5 عوامل خطيرة كبرى يُعزى إليها عدد كبير من حالات السل الجديدة: نقص التغذية، وعدوى فيروس العوز المناعي البشري، والاضطرابات الناجمة عن تعاطي الكحول، والتدخين (خصوصاً بين الرجال)، وداء السكري. 

من جهتها، تطرّقت مديرة برنامج المنظمة العالمي لمكافحة السل، تيريزا كاسايفا، إلى التحديات الهائلة للقضاء على المرض، ومنها: حالات النقص في التمويل والعبء المالي الكارثي الذي يتحمله المتضررون، وتغير المناخ، والنزاعات، والهجرة والتشريد، والأوبئة، والسل المقاوم للأدوية، وهو عامل كبير يسهم في انتشار مقاومة مضادات الميكروبات. وشددت على أنه "من الضروري أن نعمل معاً عبر جميع القطاعات ومع أصحاب المصلحة لمواجهة هذه المشاكل الملحّة، ونكثف جهودنا في حسمها".

​​ولطالما دعت الجماعات المدافعة - والتي تشمل منظمة أطباء بلا حدود - شركة "سيفيد" الأميركية، التي تقوم بإنتاج اختبارات للكشف عن الإصابة بالسل، وهي مستخدمة في الدول الأكثر فقرا، إلى توفيرها مقابل 5 دولارات للاختبار الواحد، لزيادة توافرها.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود أرسلت، في وقت سابق من الشهر الجاري، مع 150 شريكا صحيا عالميا، رسالة مفتوحة إلى شركة "سيفيد"، تدعوها فيها إلى "إعطاء الأولوية لحياة الأفراد"، والمساعدة بشكل عاجل في جعل اختبارات السل أكثر انتشارا على مستوى العالم.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون