تقديرات إسرائيلية: وقف إطلاق النار شمال سورية انتصار لتركيا

19 أكتوبر 2019
بومبيو سعى لتهدئة مخاوف إسرائيل بشأن الاتفاق التركي-الأميركي(فرانس برس)
+ الخط -
بينما عبّر مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم من تداعيات الاتفاق الأميركي التركي بشأن العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، أجمع المعلقون في تل أبيب على أن الاتفاق يُعَدّ انتصاراً كبيراً لأنقرة، ويمثّل "استسلاماً" للأكراد، ويُسهم في المسّ بمكانة الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال معلق الشؤون الدولية في قناة التلفزة الرسمية "كان"، موآف فاردي، في تعليق بثته القناة الليلة الماضية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "ألقى في سلة المهملات" برسالة التحذير التي بعث بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وشنّ العملية العسكرية في شمال سورية "وحصل في النهاية على كل ما أراد".

وأضاف أن الاتفاق يعني أن ترامب دفع الأكراد إلى "الاستسلام"، فضلاً عن أنه يسهم في المسّ أكثر بمكانة الولايات المتحدة في المنطقة "في حين أن كل ما قدمه أردوغان هو التزام بوقف إطلاق النار لخمسة أيام"، متوقعاً أن يمهد الاتفاق الطريق أمام رفع كل العقوبات الأميركية عن أنقرة.
ووصف معلق الشؤون الدولية في قناة التلفزة "13" نداف إيال، الاتفاق التركي الأميركي بأنه يجسد "إذعان الولايات المتحدة لتركيا، إلى جانب أنه يمثل خيانة أميركية للأكراد، الذين يعدون الحلفاء الوحيدين لواشنطن في سورية".
أما المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، فقد اعتبر تركيا الرابح الأكبر من الاتفاق مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن أجندة ترامب تدلّ على أن كل ما يعنيه، هو أن يعيد الولايات المتحدة للوراء لتكون "صغيرة"، محذراً من أن سلوك الرئيس الأميركي دفع كلاً من السعودية والإمارات إلى محاولة تحسين العلاقات مع إيران، في ظل تعاظم الشكوك حول مدى التزام الولايات المتحدة الدفاع عنهما.
إلى ذلك، عبّرت محافل رسمية إسرائيلية عن مخاوفها من تداعيات الاتفاق التركي الأميركي.
وقال معلق الشؤون السياسية بن كاسبيت إن أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن وقادة المؤسسة العسكرية في تل أبيب يشعرون بقلق شديد إزاء "انهيار الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن الزيارة التي قام بها أمس وزير الخارجية مايك بومبيو لم تسهم في تهدئة المخاوف الإسرائيلية.
ونقل كاسبيت عن مسؤول سياسي إسرائيلي بارز قوله إن الإسرائيليين لن يصدقوا بومبيو حين يقول إن الاتفاق الأميركي التركي يمثل إنجازاً للرئيس ترامب.
وأضاف كاسبيت أن المسؤولين الإسرائيليين "شرعوا في التعافي من التعلق بترامب والرهان على العلاقة معه".


وأضاف: "لأول مرة منذ عقود بات قادة المؤسسة العسكرية والأجهزة الاستخبارية في إسرائيل ينشغلون بدراسة توجهات الرئيس الأميركي، وليس بمخططات قاسم سليماني، حسن نصر الله، أردوغان، وبوتين".

واستدرك قائلاً إن نتنياهو هو الوحيد الذي لا يمكنه أن يعلن بصراحة فشل رهانه على ترامب، لأن مثل هذا الاعتراف سيمسّ بمكانته السياسية على الصعيد الداخلي، مشدداً على أنه كان من الأفضل له أن يشيد بالسياسة التي انتهجها الرئيس باراك أوباما في مواجهة البرنامج النووي الإيراني.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان" الليلة الماضية أن وزير الخارجية الأميركي بومبيو، قدّم خلال لقائه أمس مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، طمأنات بأن الانسحاب الأميركي من سورية لن يسهم في تراجع الولايات المتحدة عن تحركاتها الهادفة إلى احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة.
وحسب القناة، فقد أبلغ بومبيو نتنياهو موافقة واشنطن على الطلب الإسرائيلي بالإبقاء على القاعدة العسكرية الأميركية في منطقة "التنف" على مثلث الحدود العراقية، السورية، الأردنية، بحيث تواصل الولايات المتحدة من خلال هذه القاعدة مراقبة الحدود لإحباط عمليات تهريب السلاح الإيراني إلى سورية ولبنان.
وأشارت القناة إلى أن بومبيو أطلع نتنياهو في الاجتماع، الذي حضره رئيس الموساد يوسي كوهين، على المخاوف الإسرائيلية من الوجود الإيراني العسكري في العراق.