مدير حملة بزشكيان لـ"العربي الجديد": سنفوز بفارق 20% على جليلي

03 يوليو 2024
علي عبد العلي زادة مدير حملة المرشح مسعود بزشكيان، 29 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مسعود بزشكيان يتقدم في استطلاعات الرأي للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وذلك بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي. يستهدف بزشكيان أصوات المقاطعين والمترددين، مع التركيز على مطالب "الجيل زد" واستخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
- استراتيجيته تشمل رفع العقوبات وحسم مصير الاتفاق النووي، مع التأكيد على الانفتاح الدولي وتعزيز العلاقات الإقليمية، خصوصًا مع الدول العربية والإسلامية.
- يعتبر قضية فلسطين أولوية للعالم الإسلامي، مؤكدًا على أهمية الدبلوماسية والتعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز المصالح الوطنية.

أكد علي عبد العلي زادة، الوزير الإيراني السابق ومدير حملة المرشح الرئاسي الإصلاحي، مسعود بزشكيان، في مقابلة مع "العربي الجديد"، أن بزشكيان يتصدر استطلاعات الرأي في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة التي تنظم يوم الجمعة بعد مقتل الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في 19 مايو/ أيار الماضي في حادث تحطم مروحيته شمال غربيّ إيران.

عبد العلي زادة، الذي تقلد مناصب تنفيذية متعددة في إيران، وكان وزيراً للإسكان لثماني سنوات في عهد حكومة الرئيس محمد خاتمي (2005 ــ 1997)، تحدث لـ"العربي الجديد" عن استراتيجية بزشكيان الانتخابية للفوز وملامح سياساته الداخلية والخارجية، معبّراً عن آرائه بشأن ملفات ساخنة داخلياً وخارجياً.

في ما يأتي نص المقابلة:

- حسبما يقول الخبراء، فإن فوز المرشح مسعود بزشكيان يتوقف على مدى نجاحه في استمالة أصوات المقاطعين والمترددين، ما خطتكم لإقناع هذه الشرائح بالمشاركة والتصويت لكم؟

لقد أصبح التنافس في الجولة الثانية من الانتخابات التي ستجري يوم الجمعة المقبل محموماً وحساساً ومضغوطاً، فبطبيعة الحال، الفائز عليه أن يكون قد خطط لاجتذاب الأصوات الرمادية. ولأجل حثّ أصحابها على التصويت، حاولنا طرح مواضيع، من خلال مقابلات السيد بزشكيان، وخصوصاً المناظرات مع السيد جليلي (المرشح المحافظ سعيد جليلي)، تعكس اهتمامات ومطالب "الجيل زد" وأصحاب الأصوات الرمادية لمنحهم الشعور بالاهتمام بهم وبمطالبهم. كذلك خاطبناهم من خلال عمل إعلامي هادف ومكثف، سواء في وسائل الإعلام أو شبكات التواصل، بالقول إن السيد بزشكيان بات صوت من لا صوت له، ونتمنى أن نكسبهم وأن يكون هذا التعامل الفكري والخطابي معهم قد يدفعهم نحو الاقتراع.

- هل هناك ما يشير إلى أن هذه الفئة ستتجاوب مع هذه الجهود لإقناعها؟

صباح الثلاثاء، زرت عدة أماكن، فالجميع كانوا راضين عن المناظرة الأولى، وكان واضحاً أن الشارع تابعها بدقة، وهذا له قيمة كبيرة بالنسبة إلينا، فاستمعت إلى مواطنين كانوا ينقلون لي جملاً ونقاطاً دقيقة مختارة بعينها من تصريحات السيد بزشكيان خلال المناظرة.

- لكن أظهرت نتائج الانتخابات في الجولة الأولى أن السيد بزشكيان والإصلاحيين لم ينجحوا في إقناع المقاطعين والمترددين بالمشاركة. لماذا؟

كان هناك سببان: الأول أن مستوى الاستياء عالٍ، وهؤلاء لديهم شعور بالسخط لأن الانتخابات السابقة لم تهتم بهم وأنهم واجهوا معاملة عنيفة. هذه الشريحة لا تصوت بسهولة، لكن اليوم بما أننا في الجولة الثانية للانتخابات وفي ظل ظهور قطبية فيها ووجود فارق كبير بين المرشحين فكراً وممارسة، نشعر أن أبناء "الجيل زد" والأصوات الرمادية يشعرون بالمسؤولية لتقرير مصيرهم ومصير البلاد لثماني سنوات قادمة من خلال مشاركتهم في عملية الاقتراع.

- ماذا عن نتائج استطلاعات خاصة تجرونها؟ هل يمكنكم تسمية النسبة المئوية لمرشحكم في هذه الاستطلاعات؟

نحن ما زلنا نتصدر استطلاعات الرأي، وزاد الفارق عن السيد جليلي، وهو ما زاد من التفاؤل والأمل بالفوز في هذه الجولة. وأعتقد أننا سنفوز بالانتخابات بفارق أصوات يصل إلى 20%، مقارنةً بالتي سيحصل عليها السيد جليلي.

- هل ستقبلون بالنتائج في حال فوز منافسكم؟ كذلك فإن السيد بزشكيان أكد أنه سيقدم ضمانات برفع الحظر عن شبكات التواصل وإنهاء عمل دوريات شرطة الآداب، لكن هناك من يقول إنه قدم ضمانات بشأن قضايا خارج إطار صلاحياته، فكيف سينفذ وعوده؟

طبعاً نعم، جهدنا كله ينصب على تنظيم انتخابات هادئة ومطمئنة بالتعاون مع لجنة الانتخابات، وما يخرج من الصندوق سنحترمه. وأعتقد أن رئيس الجمهورية بصفته رئيساً للمجلس الأعلى للفضاء الافتراضي ومجالس عليا أخرى (مثل مجلس الأمن القومي) في مجالات أخرى، يمكنه توجيه آرائها نحو ما يريده. الرئيس في كثير من الحالات ينبغي أن يناقش آراءه ومواقفه مع رؤساء السلطات الثلاث والقائد والأشخاص المساهمين في صناعة القرار ويتبادل معهم الأفكار بعقلانية ومنطقية، لدفع الأمور نحو اتخاذ قرارات جديدة حول المستقبل، يرغب فيها. الحكومات هي التي تغذي تلك المجالس مثل المجلس الأعلى للفضاء الافتراضي، فعندما ترغب الحكومة في رفع الحظر، يمكنها إقناع المجلس بذلك، فنحن نرى أن القرارات السابقة قد خرجت من داخل الحكومة، ليس أنهم فريق والحكومة فريق آخر، فمجلس الفضاء الافتراضي كان موجوداً خلال عهد السيد روحاني وقبله، وكان يمكنهم الوقوف ضد قراراته، لكن زادت القيود والحظر لكون الحكومة كانت تدعم ذلك، وعندما يكون وزير الاتصالات نفسه مؤيداً للحظر، فسيسعى لتسويق رأيه في المجلس ولا يعمل على رفعه، لكن إذا كان معارضاً لهذه السياسة، فسيبذل جهوده لإلغائه. 

- وماذا عن الحجاب وإنهاء عمل دوريات شرطة الآداب؟ هل يمكن للرئيس فعل شيء بهذا المجال الذي يُعَدّ اختصاصاً لمؤسسات أخرى؟

مؤسسات الدولة تدار بشكل مشترك، ويجب أن تتعامل كلها مع رئيس الجمهورية، وتحترم آراءه وأن تكون لديها ردود واضحة بشأن هذه الآراء والمواقف. من دون مجاملة، لا هم بمقدورهم اتخاذ القرار بمفردهم، ولا رئيس الجمهورية يمكنه فعل ذلك وحده أيضاً، بل من خلال الحوار والتعامل الثنائي. السيد بزشكيان انطلاقاً من قناعاته بآرائه التي يرى أنها مبنية على المعرفة والحقائق، سيتصدى للأفكار الوهمية، وسيسعى لإقناع أصحابها بالتعامل مع المواضيع علمياً واحترام حقوق أبناء المجتمع. 

- لننتقل إلى السياسة الخارجية، ما أولوية حكومة السيد بزشكيان في السياسة الخارجية في حال ظفره بالرئاسة؟ وماذا عن العلاقة مع أميركا؟ هل ستسعون لإقامة هذه العلاقة؟

الأولوية هي لرفع العقوبات، وحسم مصير الاتفاق النووي والانفتاح على دول العالم على قاعدة ربح-ربح وتأمين مصالح إيران الوطنية. وسنسعى في علاقاتنا بدول العالم لعقد علاقات استراتيجية مع الدول صاحبة التقنيات المتطورة بحثاً عن شركاء مستدامين في الاقتصاد والعلاقات السياسية. وبشأن العلاقات مع أميركا، نحن نقبل أميركا بما هي واقع، وهي قامت بقطع العلاقة معنا ونحن لم نقطعها، فإذا تقدمت نحو إقامة العلاقات، ونحن شخصنا بأن ذلك يحقق مصالحنا الوطنية، سنفكر حتماً بشأن ذلك، وسنقدم على ما يضمن مصالحنا. 

- أشرتم إلى أن رفع العقوبات يشكل أولوية الحكومة، ما الحل الذي ستتبعونه لإلغائها؟ وما مدى إمكانية رفع العقوبات إذا ما عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى سدة الحكم؟

سيبحث ذلك دبلوماسيونا (رفع العقوبات) وسيوضحونه، ودعونا نرى ماذا سنفعله عندما نفوز ونشكل الحكومة. أما مع وجود ترامب، فإن فرص رفع العقوبات ستزداد، ترامب تاجر ونحن أيضاً نفهم جيداً لغة التجارة.

- ماذا بشأن العلاقة مع المنطقة؟ هل لديكم برنامج لتعزيز علاقات إيران الإقليمية وخصوصاً مع العالم العربي وإنهاء التوترات والصراعات؟

سماحة القائد (المرشد الإيراني الأعلى علي خامئني) كلف الحكومة إقامة علاقات استراتيجية مع دول المنطقة سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وفق نظرية الاقتصاد المقاوم، وخصوصاً مع الدول الإسلامية والعربية. ونحن على قناعة بأن على العالم الإسلامي أن يتحد ويتكاتف ويتجنب صراعات داخلية عبثية، ومتابعة مصالح العالم الإسلامي استكمالاً للمصالح الوطنية. نحن على استعداد في الحكومة المقبلة لعقد علاقات استراتيجية مع الدول العربية والمسلمة وجيراننا، وسنكون في المقدمة. ولحسن الحظ تربطنا اليوم العلاقة مع معظم دول الجوار والدول الإسلامية، فأي منها يتقدم أكثر ويتخذ خطوات أكثر باتجاه تعزيز العلاقات، سنكون نحن أكثر شوقاً وحرصاً على ذلك أيضاً، وسنطور علاقاتنا أكثر. نحن نفكر في توسيع علاقاتنا بهذه الدول. 

- في حكومة السيد بزشكيان، الأولوية ستكون للدبلوماسية أم الميدان؟

هما ليسا منفصلين، فالدبلوماسية والميدان جناحان لجميع الدول التي تطير بهما، فالدبلوماسية والميدان تشكلان القوة الناعمة والقوة الحقيقية. 

- يرى بعض خصومكم السياسيين من المحافظين أن الإصلاحيين لا يهتمون كثيراً بالقضية الفلسطينية في السياسة الخارجية، كيف ترد؟ وماذا ستفعل حكومتكم إن تشكلت لأجل منع اتساع التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة؟

أولوية العالم الإسلامي هي القضية الفلسطينية، وهي على جدول أعمال الإصلاحيين والمحافظين، ولم يتحدث الإصلاحيون قط أن القضية ليست أولوية لهم، فقضايا العالم الإسلامي تشكل دائماً أولوية إيران. مع بدء عملنا سنضع ذلك (مسألة اتساع التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي) بكل تأكيد ضمن أجندة العمل الدبلوماسي. وفي السياق، سنسعى للتعاون مع دول المنطقة بعقلانية وبناءً على مصالح إيران الوطنية للوصول إلى الحل.

المساهمون