تظاهرات "الشعب يريد إسقاط النظام": استعادة روح الثورة السورية

عبسي سميسم (العربي الجديد)
عبسي سميسم
عبسي سميسم. صحافي سوري؛ مدير مكتب سورية في موقع وصحيفة "العربي الجديد".
05 مارس 2016
1912DB71-AAA6-4BB6-8760-797EE26AD2C9
+ الخط -
بعد حوالي خمس سنوات على انطلاق الثورة السورية في 15 مارس/آذار 2011 وسيطرة التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام على المشهد في البلاد لأشهر طويلة، أعادت التظاهرات التي بدأت منذ أول من أمس، الخميس، وتصاعدت أمس الجمعة، في أبرز مناطق سيطرة المعارضة، رسم المشهد نفسه، مستعيدة روح الثورة وشعاراتها.

وخرج آلاف المواطنين السوريين، يومي أمس الجمعة وأول أمس الخميس، بتظاهرات كبيرة في مختلف المدن السورية، مستعيدين الشعارات الأولى للثورة السورية، ومستغلّين الأمان النسبي، الذي حققته الهدنة في بعض المناطق. ولعلّ أبرز ما استعادته روحية أمس، هو عودة الشعار الأبرز والأشدّ تأثيراً على النظام: "الشعب يريد إسقاط النظام"، ليطغى اللون الأخضر (لون علم الثورة) من جديد في ساحات التظاهر وللتأكيد على استمرارية الثورة.

في محافظة حلب، شهدت مدن وبلدات أعزاز والأتارب وعنجارة، في ريف حلب، وحي باب الحديد، بمدينة حلب، تظاهرات كبيرة، ردّد المشاركون فيها شعارات الثورة السورية السلمية، التي انطلقت في العام 2011. كما شهدت مدينة معرة النعمان وبلدة معرة حرمة، بريف إدلب، تظاهرة كبيرة. وشهدت مدن وبلدات جرجناز وسراقب وتفتناز ومعرة حرمة، في ريف إدلب، تظاهرات مماثلة.

أما في محافظة حمص، وسط البلاد، فقد خرجت تظاهرة كبيرة في حي الوعر الواقع غرب المدينة، كما خرجت تظاهرات مماثلة في مدينتي الرستن والتلبيسة، بريف حمص الشمالي. وفي ريف دمشق، نظمّت تظاهرات في مدن وبلدات دوما وسقبا ويلدا ودير العصافير وعين ترما. وفي ريف درعا، خرجت تظاهرات مماثلة في مدن وبلدات الحراك واليادودة وبصرى الشام ونوى وغيرها. كما شهدت بلدة يلدا، في جنوب دمشق، ودوما وجوبر، في غوطة دمشق الشرقية، تظاهرات حاشدة، متضامنة مع التظاهرات التي خرجت في حلب وريفها وفي درعا والكثير من المناطق.

اقرأ أيضاً: "العربي الجديد" في كفرنبل... الرمز الباسِم للثورة السورية

وأكد ناشطون أن يوم أمس، الجمعة، شهد الكم الأكبر من التظاهرات التي أعادت ليوم الجمعة ألقه بعد توقف لسنين عن التظاهر، مبيّنين أن "هذه التظاهرات أكدت أن الثورة مستمرة ولم تمت، وهي قادرة على تجاوز كل المشروعات الدخيلة التي تحاول دفع سورية إلى التقسيم". مع العلم أن التظاهرات تزامنت مع محاولات مستمرة من قوات النظام ومليشيات موالية وبإسناد من الطيران الروسي، عبر إكمالهم القصف، لتغيير موازين القوى ميدانياً على الرغم من الهدنة المعلنة.

وشدّد الناشط خالد بيطار، من جنوب دمشق، على أن "تظاهرة يلدا كانت مفاجئة، حتى للقائمين عليها"، مبيناً أن أهالي يلدا تجمّعوا أمام دوار السياسية في البلدة، وتنوّعت اللافتات التي تم رفعها بالتظاهرة، وأكدت أن راية علم الثورة هي من يمثل ثوار جنوب دمشق، موجهين رسائلهم لكل من النظام وروسيا وإيران وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وحزب الله و"وحدات حماية الشعب" الكردية، بأن "الثورة لم تنتهِ".

وفي جنوب دمشق، رفع المتظاهرون لافتة بعنوان "لا تنازل عن مبادئ الثورة، من إسقاط النظام وأركانه، وتفكيك أجهزة القمع، وخروج كافة القوات الأجنبية، والحفاظ على وحدة سورية وهويتها". أما اللافتة الأهم فكُتب عليها "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهي اللافتة التي عادت بكثافة إلى ساحات المدن السورية منذ أيام.

أما التظاهرة الأبرز، فكانت في مدينة كفرنبل، في ريف إدلب، التي اشتهرت بتظاهراتها ولافتاتها الساخرة منذ بداية الثورة، إذ خرج، أمس، آلاف المواطنين فيها بتظاهرة حاشدة أعادت للمدينة ألقها. وكشف الناشط الإعلامي نبيل عبيد، لـ"العربي الجديد"، أن "عدد المتظاهرين قد تجاوز خمسة آلاف متظاهر، فيما رفعت لافتات تطالب بإسقاط النظام وبالتوحّد لمواجهته، مثل: الجيش الحر عز وأمل، وفرقتكم قتلتنا، وأمام هذا الشعب ليس لك عن الرحيل بديلاً".

اقرأ أيضاً: النظام يخرق الهدنة باللاذقية ومعارك وتفجيران لـ"داعش" في حماة 

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
المساهمون