أصبح بإمكان الفقراء في إندونيسيا، الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية مقابل القمامة والمخلفات. والفضل في ذلك يعود للطبيب الإندونيسي الشاب جمال البنسعيد الذي أقام مشروعا يوفّر خدمة التأمين الصحي للفقراء، مقابل ما يجمعونه من النفايات والمخلفات.
قرّر البنسعيد افتتاح أول عيادة في العام 2010 بعد سماع قصة ابنة أحد عمال جمع النفايات، والتي توفيت بعد مرض من دون أن تتمكن عائلتها من تحمل تكاليف علاجها. لكنه لم يتمكن من إتمام مشروعه إلا في العام 2013 حين حصل مع أربعة من أصدقائه على قرض صغير افتتحوا به خمس عيادات ضمن المشروع، وبعض هذه العيادات يضم الآن أكثر من 500 مشترك.
والمواطنون الذين يرغبون بالاستفادة من هذه الخدمة، يحملون القمامة مرة واحدة كل أسبوع، وحتى يتمكنوا من زيارة العيادة مرتين في الشهر فإن عليهم تسليم مخلفات بقيمة 10 آلاف روبية شهريا (60 سنتا).
عيادات "الرعاية الصحية مقابل النفايات" مفتوحة لاستقبال المرضى يوميا، ويوجد في كل عيادة طبيبان وممرضتان وصيدلي، وأغلب المستفيدين منها هم عمال المزارع المحيطة.
يقول البنسعيد إن "المشروع مفيد ومربح، فبالإضافة إلى أن 10 إلى 15 بالمئة فقط من المشتركين هم من يأتون للعلاج، فإنه وفريقه يقومون كذلك بتدوير النفايات وبيعها مرة أخرى، في بلد يبلغ متوسط ما تنتجه كل مدينة من القمامة يوميا 55 ألف طن.
وقد حصل في يناير/كانون الثاني الماضي على جائزة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز كأفضل رجل أعمال شاب في مجال التنمية المستدامة، وتسلم الجائزة، التي تقدر قيمتها بـ 50 ألف يورو، في حفل أقيم في لندن. وتولي الحكومة الإندونيسية اهتماما كبيرا لمبادرته وتبحث في تعميم الفكرة في البلد كله.