تحرّك رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، عقب الإفراج عنه بحكم قضائي، في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، لتشكيل معارضة موحدة لجميع الأحزاب في البرلمان، ضد الحكومة التي يرأسها عمران خان.
وقالت مصادر مقرّبة من شريف لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّه أرسل وفداً برئاسة القيادي في حزب "الرابطة الإسلامية" راجه ظفر الحق، إلى حزب "الشعب" الباكستاني، لإقناعه بتشكيل معارضة موحدة في البرلمان، للوقوف في وجه الحكومة الباكستانية.
وأضافت المصادر أنّ الوفد التقى القيادي في حزب "الشعب" الباكستاني نير حسين بخاري، وأوصل إليه رسالة شريف، فيما قال نير حسين إنّه سيوصل الرسالة إلى قيادة الحزب.
ووصل شريف، الأربعاء الماضي، إلى مسقط رأسه في مدينة لاهور بعد الإفراج عنه وابنته مريم نواز بحكم قضائي، من سجن أدياله.
وأمرت المحكمة العليا في باكستان، بالإفراج عن شريف وابنته مريم وصهره محمد سافدار، وتعليق الأحكام التي تلقاها من محكمة المساءلة في يوليو/تموز. وأوقفت المحكمة الحكم بالسجن لمدة عشر سنوات على شريف وسبع سنوات على ابنته مريم، بسبب اتهامات فساد ترتبط بتملّك أسرته شققاً فاخرة في العاصمة البريطانية لندن.
وقال زعيم حزب "الرابطة الإسلامية" شهباز شريف، شقيق نواز شريف، إنّ "هذا نجاح كبير لأسرة شريف وأنصاره أن يثبت أنّ التهم الموجهة إليه لا أساس لها".
وكان القيادي في حزب "الشعب" الباكستاني، وهو زعيم المعارضة السابق في البرلمان خورشيد شاه، قد اعتبر أنّ الإفراج عن شريف وابنته "سيساهم حتماً في ترسيخ الأنظمة الديمقراطية في البلاد، وأنّه سيقوي المعارضة في البرلمان".
في المقابل، قال حزب "حركة الإنصاف" الحاكم، الذي يتزعمه رئيس الوزراء لاعب الكريكيت السابق عمران خان، إنّ "السلطة القضائية مستقلة، وإنّ النظر في القضايا ضد شريف سيستمر".
لكن وزير الإعلام الباكستاني فؤاد تشودري، قال، وفقاً لما أورد للحساب الرسمي للحزب على "تويتر": "لم تثبت أسرة شريف بعد من أين وصلت المليارات من الروبية إلى ملكيتها".
وانتخب البرلمان الباكستاني، عمران خان رئيساً للوزراء، الشهر الماضي، متفوقاً على مرشح المعارضة شهباز شريف، بينما رفضت أحزاب معارضة التصويت، ورفعت أخرى هتافات ضد خان.
ونظمت غالبية الأحزاب السياسية والدينية المعارضة، احتجاجات في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وفي المدن الرئيسية، على ادّعائها وقوعَ تزوير في الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 يوليو/تموز الماضي، والتي فازت فيها "حركة الإنصاف" بزعامة خان بالأغلبية.
ومن الأحزاب التي شاركت في الاحتجاجات حزب "الشعب" الباكستاني، وحزب "الرابطة الإسلامية" جناح نواز شريف، وتحالف الأحزاب الدينية المسمى بـ"مجلس العمل الموحد"، وحزب "عوامي القومي البشتوني".