بخلاف المتوقع، تولى أنوار الحق كاكار منصب رئيس الحكومة الانتقالية في باكستان، ما دفع بحالة من الارتياح في البلاد، لأن الرجل معروف بعدم انحيازه إلى أي جماعة أو جهة معينة، وعدم قربه من المؤسسة العسكرية إلى حد يقلق الأحزاب السياسية في البلاد.
وكان حزب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يتوقع تعيين شخص من الأحزاب المتحالفة الرئيسية في حكومة رئيس الوزراء السابق شهباز شريف، لكن ما حصل كان بخلاف ذلك، وهو ما جعل الحزب يرحب بتعيينه.
ويرى مراقبون أن عدم تعيين شخص من الأحزاب المتحالفة في الحكومة جاء لكون تلك الأحزاب ليست على قلب رجل واحد، ونظراً لتاريخ الصراع الطويل بينها لم يكن أحد يقبل ترؤس الحكومة من الحزب الآخر، وهو ما جعل الحكومة والمعارضة في صف واحد حيال تعيين أنوار كاكار.
وما أثار الاستغراب هو أن حزب الرابطة بزعامة شهباز شريف قد وافق على تعيين كاكر، رغم أن حزب عوامي البلوشي الذي ساهم كاكار في تأسيسه، كان من المعارضين لحزب الرابطة.
من يكون أنوار الحق كاكار؟
كان الرجل مقرباً من حزب الرابطة في بداية تعيينه عضواً مستقلاً في مجلس الشيوخ، لكنه لاحقاً غير وجهته، لكونه ينتمي إلى إقليم بلوشستان الذي لم يحظ باهتمام كبير في الساحة السياسية الباكستانية، تحديداً في حزب الرابطة جناح نواز شريف الذي كان له ثقل كبير في إقليم البنجاب.
ووقعت خلافات بينه وبين حزب الرابطة، ما دفعه للإعلان عن جماعة جديدة مستقلة في مارس/آذار 2018 كي يمثل إقليم بلوشستان في مجلس الشيوخ وعلى مستوى الإقليم.
وكانت الجماعة الوليدة مقربة من حزب عمران خان وغير راضية عن سياسات حزب الرابطة المتعلقة بالأقاليم الصغيرة، وفي ذلك الوقت حصلت على دعم 32 من نواب برلمان إقليم بلوشستان.
في مارس/ آذار 2018، انتخب كاكار عضواً مستقلاً في مجلس الشيوخ الباكستاني، وستنتهي مدته البالغة 6 سنوات في الشهر نفسه من عام 2024.
شغل الرجل منصب رئيس اللجنة الدائمة لمجلس الشيوخ حول الباكستانيين في الخارج، ورئيس لجنة تنمية الموارد البشرية، إلى جانب كونه عضواً في اللجنة الاستشارية للأعمال في مجلس الشيوخ، والمالية والإيرادات، والشؤون الخارجية والعلوم والتكنولوجيا، وكان عضواً فعالاً في الأعمال الإدارية، غير أن نشاطه السياسي كان يتركز على حقوق إقليم بلوشستان، أينما كان وعلى أي منصب كان.
كذلك شغل الرجل منصب المتحدث باسم حكومة بلوشستان من ديسمبر/كانون الأول 2015 إلى يناير/كانون الثاني 2018، قبل أن يجري تعيينه عضواً في مجلس الشيوخ.
وتلقى كاكار تعليمه الابتدائي في مدرسة فرانسيس بمدينة كويته، ثم التحق لاحقاً بكلية عسكرية في مدينة كوهات.
حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية وعلم الاجتماع من جامعة بلوشستان، ثم بدأ حياته المهنية بالتدريس في مدرسة محلية في مسقط رأسه، قبل أن ينتقل إلى الساحة السياسية.
ينتمي الرجل إلى قبيلة كاكار من البشتون الذين ينتشرون في شمال بلوشستان، وإلى جانب النشاط السياسي يشارك في العديد من المؤسسات التي ترسم خطوط السياسة الخارجية الباكستانية، وله اهتمام شديد بالعلاقات الخارجية الباكستانية، وخاصة العلاقات الأفغانية الباكستانية.
كما أنه عضو في هيئة التدريس الزائرة لكلية القيادة والأركان العسكرية في مدينة كويته، وجامعة الدفاع الوطني في إسلام آباد، حيث يلقي محاضرات فيهما حول العلاقات الدولية.