الوفد الفلسطيني يغادر القاهرة... والأحمد يتحدث عن تقدم ملحوظ

غزة

ضياء خليل

avata
ضياء خليل
رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
14 اغسطس 2014
8B37AFA9-2150-40E1-9989-FBCCE1C7AA0A
+ الخط -

كشفت مصادر من الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة أن رئيسه، عزام الأحمد، اتخذ قرار الهدنة لمدة خمسة أيام، من دون الرجوع للفصائل الفلسطينية.

وحسب المصادر، فإن الأحمد نقل لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، المقيم في قطر، هاتفياً، طلب الاستخبارات المصرية تجديد الهدنة لمدة 72 ساعة، فأجابه مشعل: "افعل الذي تراه مناسباً"، فما كان من الأحمد إلا الإعلان عن هدنة لمدة خمسة أيام، على الرغم من أن جميع أعضاء الوفد كانوا يعلمون فقط أن الهدنة لمدة ثلاثة أيام، بما فيهم قياديي حركة "حماس"الذين كتبوا المعلومة على صفحات التواصل الاجتماعي وفي مقدمتهم القيادي في الحركة، عزت الرشق.

وأكدت المصادر على أن "المؤتمر الصحافي الذي دعا إليه الأحمد لم يكن مخططاً له، أو متفقا عليه مع بقية أعضاء الوفد".

وقام الوفد الفلسطيني بعقد اجتماع بعد المؤتمر الصحافي وإعلان الهدنة، حضره أعضاء الوفد، وتغيب عنه القيادي في "الجبهة الشعبية"، ماهر الطاهر، الذي أبدى انزعاجاً كبيراً من طول فترة الهدنة.

وفي السياق ذاته، يغادر، اليوم الخميس، رئيس الوفد، وبسام الصالحي، وبعض أعضائه إلى رام الله للتشاور مع الرئيس، محمود عباس، فيما سيغادر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، وعضوي المكتب، عزت الرشق، ومحمد نصر، إلى قطر، في الوقت الذي سيغادر فيه نائب أمين عام "الجبهة الديمقراطية"، قيس عبد الكريم، إلى الأردن، ومنها إلى دمشق، للتشاور مع أمين عام الحزب نايف حواتمة.

وأكدت مصادر من الوفد على "عدم وجود اختراق حقيقي في أي من القضايا المطروحة"، وتابعت: "الحديث عن تقدم ملحوظ المقصود به، هو بعد أن كان مطلب الميناء مرفوض بشكل مطلق، أصبح الآن على جدول الأعمال، وسيتم بحثه مع الرئيس عباس وليس مع الفصائل، وذلك حسب الإتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير والاحتلال الإسرائيلي".

وحول الورقة المصرية، أكدت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن "الهدف من ورقة التفاهمات المصرية هو الإصرار على تكريس السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة أبو مازن في قطاع غزة، وليس حل الأسباب الحقيقية لمعاناة قطاع غزة".

الأحمد "متفائل"

وكان رئيس الوفد، عزام الأحمد، قد أجرى أول مؤتمر صحافي يقوم به الوفد الفلسطيني منذ بدأت مفاوضات القاهرة، في الثالث من الشهر الجاري، أعلن فيه أن "هناك تقدماً ملحوظاً في المفاوضات ولكن لم نحرز اتفاقاً نهائياً"، وأضاف: "نأمل أن نتمكن الأسبوع المقبل من إنجاز الاتفاق الدائم لتثبيت وقف إطلاق النار، وإنهاء العدوان على قطاع غزة".

وحمّل الأحمد الوفد الإسرائيلي مسؤولية عدم التوصل لاتفاق نهائي، بسبب عدم بقائه في القاهرة، وأوضح قائلاً: "الطريقة التي اتبعها الوفد الإسرائيلي بعدم البقاء طيلة فترة الهدنة السابقة 72 تسببت بعدم اكتمال الاتفاق، لذا كنا أمام خيارين: إما إعلان عدم التوصل لحل أو تمديد وقف إطلاق النار، وتم التوافق على الخيار الثاني".

وبحسب الأحمد فقد تم التوافق على نقل مؤتمر المانحين، الذي كان مقرراً عقده في النرويج، سبتمبر/أيلول المقبل، إلى القاهرة.

واعتبر الأحمد أنه حصل تقدم واتفاق على كثير من النقاط المتعلقة برفع الحصار، وانتقد قيام وفد الاحتلال بتوجيه مقترحاته على أساس استمرار حال الانقسام الفلسطيني، ما دفعه إلى القول: "أكدنا لهم (سلطات الاحتلال) أن تنفيذ كل بنود الاتفاق ستقوم بها السلطة الفلسطينية التي فوضتها منظمة التحرير بتمثيل فلسطين، وبالتالي هي المسؤولة عن الاتفاق وليس هذا الفصيل أو ذلك الفصيل".

وحول ورقة "التفاهمات المصرية"، قال الأحمد: "معظم ما في الورقة تم الاتفاق عليه". وأوضح: "مصر لا تقدم ورقة من اقتراحها الذاتي، بل بما أنها تقوم بدور الوسيط الذي يلتقي بالطرفين المتفاوضين، فقد قامت بتقديم صيغة تجمع ما بين مطالب الطرفين، ولم تكن مقترحات مصرية بقدر ما كانت محاولة مصرية لتقديم الطرفين إلى جانب بعضهما البعض للوصول إلى اتفاق".

وحول الميناء والمطار وهي المطالب التي تتمسك بها المقاومة بشدة، كونها المخرج الحقيقي للحصار والسيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة، قال الأحمد: "لا أريد أن أفسد المفاوضات، قضية الميناء والمطار مطروحة في صلب الاقتراح المصري الذي قدم صيغة من أجل التفاهم عليها"، مشدداً على أنه "كوفد فلسطيني رفضنا وسنرفض أي محاولة لتجاهل هذه المطالب".

وفيما يتعلق بمعبر رفح، أوضح الأحمد أنه شأن مصري ـ فلسطيني، وأضاف: "أبلغتني القيادة المصرية، بشكل شخصي، قبل الحرب على غزة، أنها تريد أن تتعامل مع السلطة الشرعية، وحتى الآن السلطة الشرعية، أي حكومة التوافق الوطني لم تمارس سلطتها على أرض قطاع غزة، بسبب العراقيل الإسرائيلية، التي بدأت بمنع وزراء حكومة التوافق الوطني من التنقل وانتهت بالعدوان على قطاع غزة".

"غارات" تخترق الهدنة
وكانت الهدنة الجديدة، التي فرضتها قوى المقاومة الفلسطينية على سلطات الاحتلال، خلال المفاوضات غير المباشرة في القاهرة، قد تعرضت لأولى الاختبارات، ليل الأربعاء ـ الخميس، مع قيام طيران الاحتلال الحربي بشن عدة غارات على أماكن متفرقة في قطاع غزة.

وأفاد مراسل "العربي الجديد"، باستهداف الطيران الحربي لمناطق زراعية خالية في غزة، دون وقوع إصابات، وذلك بعد أقل من ساعة على إعلان الأحمد، تمديد وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام.

وقصف الطيران الحربي عدة أراضٍ زراعية في مناطق العطاطرة والسودانية وبيت لاهيا، ولم يبلغ عن إصابات في صفوف المواطنين.

وفي حيّ الزيتون، جنوب مدينة غزة، وحيّ التفاح شمال شرق المدينة، شن الطيران الحربي عدة غارات مستهدفاً أراضي زراعية، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. وفي وسط القطاع، أطلقت طائرة حربية صاروخاً على الأقل تجاه أرض فارغة في منطقة جحر الديك.

وقبل ذلك، زعم الاحتلال الإسرائيلي سقوط صواريخ مصدرها القطاع على الأراضي المحتلة، ونفت حركة "حماس" ذلك على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري. كما اتهم المسؤول في الحركة عزت الرشق الذي يشارك في مفاوضات القاهرة إسرائيل بخرق الهدنة، قائلا "ان احدا في غزة لم يسمع اطلاق اي صواريخ". وأضاف أن الجانب الفلسطيني يندد بقصف غزة المتواصل، واصفا ذلك بانه خرق واضح للتهدئة.

وكان مسؤول إسرائيلي قال لوكالة "رويترز"، في وقت متأخر من ليل الأربعاء، إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد أمر الجيش بالرد على إطلاق الصواريخ.

 

ذات صلة

الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
جواز سفر مصري - مصر (إكس)

مجتمع

أُحيل محامٍ مصري إلى المحاكمة الجنائية بتهمة تزوير محرّرات رسمية وجمع أموال من عائلات سوريّة في مصر، وذلك في مقابل إتمام إجراءات الجنسية المصرية المنتظرة
الصورة
ميديا بنجامين (حسابها على إكس)

سياسة

تروي ميديا بنجامين اليهودية الأميركية الأكثر شهرة في التضامن مع غزة حادثة قاسية حصلت معها وغيّرت مجرى حياتها لتصبح الناشطة الأبرز في معارضة الحروب.
الصورة
مخيم جباليا يعاني من دمار واسع، 1 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

أعلنت لجنة طوارئ البلديات، في شمال قطاع غزة، اليوم الأحد، أن منطقة جباليا وبلدة بيت حانون شمالي القطاع، أصبحتا "مناطق منكوبة"، نتيجة الحرب.
المساهمون