استمع إلى الملخص
- **تحديات وتوقعات:** الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 ستكون الأقصر على الإطلاق، حيث يتوقع أن تكون نتيجتها مرهونة بأصوات نحو 100 ألف ناخب في عدد محدود من الولايات الأساسية. القضايا الرئيسية تشمل التضخم، الهجرة، الاقتصاد، ومعدلات الجريمة.
- **استعدادات الديمقراطيين والجمهوريين:** هاريس نجحت في تحفيز القواعد الشعبية للحزب الديمقراطي وجمعت تبرعات مالية كبيرة، بينما يواصل ترامب حملته بقوة بعد نجاته من محاولة اغتيال. الديمقراطيون يستعدون لمواجهة التحديات المقبلة.
يدخل السباق إلى البيت الأبيض مرحلة مفصلية اعتباراً من اليوم الأحد، حيث يتوقع أن تشهد المئة يوم المتبقية حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية منافسة محمومة في ختام حملة خلطت أوراقها محاولة اغتيال الرئيس السابق، دونالد ترامب، وخروج الرئيس جو بايدن من الباب الضيق. فبعد أسابيع من التجاذبات الداخلية والتسريبات الصحافية المشكّكة في قدرة بايدن على الفوز بولاية ثانية، أعاد انسحابه من السباق ودعمه نائبته، كامالا هاريس، لخوضه توحيد صفوف الحزب الديمقراطي وشدّ عصبه في مواجهة المنافس الجمهوري ترامب الساعي للعودة إلى مقر الرئاسة الأميركية.
وقالت هاريس خلال لقاء لجمع التبرعات في بتسفيلد بولاية ماساتشوستس في شمال شرق البلاد، أمس السبت: "نحن لم نكن مرجَحين في هذا السباق، هذا صحيح. لكن هذه حملة أساسها الناس" والدعم الشعبي. وفي اليوم نفسه، كان ترامب يَعِد مؤيديه خلال تجمع في ولاية مينيسوتا (شمال) بأنه "في تشرين الثاني/ نوفمبر، سيرفض الشعب الأميركي التطرف الليبرالي المجنون لكامالا هاريس بشكل ساحق".
وبينما تمتد الحملات الرئاسية الأميركية عادة لسنتين تقريباً، أعيد إطلاق نسخة عام 2024 من الصفر تقريباً، ما سيجعل منها الحملة الانتخابية الأقصر على الإطلاق. وبات بحكم المؤكد أن تواجه السناتورة والمدعية العامة السابقة الديمقراطية هاريس (59 عاماً)، ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يرى محللون أن نتيجتها قد تكون مرهونة إلى حد بعيد بنتيجة أصوات نحو 100 ألف ناخب في عدد محدود من الولايات الأساسية.
وقال أحد واضعي الاستراتيجيات في الحزب الجمهوري، مات تيريل، لشبكة "بي بي سي" إن "الأمر يتعلق بأولئك الناخبين المستقلين الذين لم يحسموا خيارهم. التضخم، الهجرة، الاقتصاد ومعدلات الجريمة هي ما يشغل بالهم". وأضاف: "في الوقت الراهن، أعتقد أن الرئيس السابق ترامب يحسن التعامل مع هذه المسائل، الانتخابات الرئاسية الأميركية ستكون استفتاءً على المرشحين المتنافسين". ويترقب المعسكر الديمقراطي المؤتمر الوطني للحزب الذي يبدأ في 19 آب/ أغسطس القادم، ويتوقع أن يتوّج هاريس رسمياً مرشحة للحزب، بعدما بدأت في الأيام الماضية حملتها للحصول على دعم مندوبين وشخصيات نافذة في الحزب، إضافة إلى تبرعات مالية سخية.
نجحت هاريس في إعادة تحفيز القواعد الشعبية للحزب، في تناقض صريح لما كان عليه الوضع قبل أسابيع فقط. وكان الرئيس بايدن (81 عاماً) قد اختار الاستمرار في حلبة المنافسة الانتخابية ضد ترامب (78 عاماً) على رغم الشكوك المتزايدة لدى الديمقراطيين والناخبين بشأن قدراته الجسدية والذهنية مع تقدمه في السن، إلا أن أداءه الكارثي في المناظرة التلفزيونية الأولى بين المرشحين، في 27 حزيران/يونيو الماضي، قطع الشكّ باليقين لناحية ضرورة الذهاب نحو خيار بديل. وفي مقابل التخبط لدى الديمقراطيين، بدأ الجمهوريون من موقع قوة مع مؤتمر وطني عام عكس توحد الحزب خلف ترامب، الذي اكتسبت حملته وصورته زخماً إضافياً بعد نجاته من محاولة اغتيال خلال تجمّع انتخابي في بنسلفانيا.
رضخ بايدن في نهاية المطاف للضغوط، وأعلن انسحابه في 21 تموز/ يوليو في أثناء عزل نفسه لإصابته بكوفيد. ولم يدم الفراغ طويلاً، اذ أعلن بايدن في اليوم نفسه دعم هاريس، أول امرأة تتولى نيابة الرئيس وأول سوداء وجنوب آسيوية تشغله، لنيل بطاقة الترشيح الديمقراطية بدلاً منه. وبعد يومين فقط، عقدت هاريس لقاءً انتخابياً كان الأكبر للديمقراطيين منذ بدء الحملة، وجمعت 120 مليون دولار من التبرعات خلال أيام، بعدما رهن العديد من المانحين الديمقراطيين دعمهم المالي بشرط انسحاب بايدن من السباق.
وبعدما كان تقدّم بايدن في السنّ سلاحاً بيد ترامب، انقلب السحر على الساحر، وبات الجمهوري البالغ 78 عاماً، أكبر مرشح رئاسي سناً في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية. بينما ضخّ ترشح هاريس زخماً جديداً لدى الديمقراطيين في استطلاعات الرأي، اذ تمكنت خلال أسبوع فقط من تقليص فارق النقاط الثلاث لصالح ترامب إلى النصف.
لكن الديمقراطيين يدركون أن الطريق للاحتفاظ بالبيت الأبيض ليس سهلاً. وقال المتخصص في استطلاعات الرأي ضمن فريق ترامب، توني فابريزيو: "بعد فترة وجيزة، سينتهي شهر العسل بالنسبة إلى هاريس، وسيعاود الناخبون التركيز على دورها الشريك والمساعد لبايدن". من جهته، قال جيمس كارفيل، أحد واضعي الاستراتيجيات في الحزب الديمقراطي لشبكة "أم أس أن بي سي" إن على الديمقراطيين الكفّ عن الاحتفال بفرح والتحضير للعاصفة المقبلة، وقال: "إنهم يهاجموننا وسيواصلون القيام بذلك. هذا النوع من الابتهاج لن يكون ذا فائدة لفترة طويلة". حتى الرئيس السابق باراك أوباما قرع جرس الإنذار بالنسبة إلى معسكره الديمقراطي، مذكّراً بضرورة استعادة ثقة الناخبين قبل التمكن من الفوز.
(فرانس برس)