حزن وذكريات.. أهالي القامشلي السورية يستذكرون ضحايا مجزرة الحي الغربي

28 يوليو 2024
أهالي القامشلي يستذكرون ضحايا مجزرة الحي الغربي، 27 يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إحياء الذكرى والمطالبات بالعدالة:** أحيا أهالي ضحايا مجزرة الحي الغربي في القامشلي الذكرى الثامنة للانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 60 شخصاً، مطالبين بتحقيق شفاف لتحديد المسؤولين.

- **شهادات مؤلمة من ذوي الضحايا:** قدم عزة الكردي وفائق موسى شهادات مؤثرة عن فقدان أحبائهم، مؤكدين على الألم المستمر وضرورة الوصول إلى الحقيقة لمنع تكرار المآسي.

- **مطالبات بالمحاسبة وكشف الحقيقة:** شدد وليد عمري وفواز العيسى على ضرورة محاسبة المسؤولين وكشف ملابسات الحادثة، مؤكدين على أهمية تحقيق العدالة لزرع الثقة في الشارع الكردي والسوري.

أحيا أهالي وذوو ضحايا مجزرة الحي الغربي في القامشلي ليل أمس السبت، الذكرى الثامنة للانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 60 شخصاً وأكثر من مئتي جريح ومفقود، والذي كان ناجماً عن شاحنة كبيرة مفخخة خاصة بنقل المواشي يقودها انتحاري. وقد تبنى تنظيم داعش هذه العملية. وحضر جمع غفير من سكان القامشلي من مختلف الفئات المجتمعية والأهلية المناسبة، حيث أشعلوا الشموع وتبادلوا التعازي. واعتاد ذوو الضحايا التجمع في مكان وقوع التفجير سنوياً، مطالبين بكشف ملابسات الحادثة، وإجراء تحقيق شفاف ونزيه للوصول إلى نتائج تحدد الجهة المسؤولة عن ارتكاب هذه الجريمة.

وفي السياق، قالت عزة الكردي لـ"العربي الجديد": "استيقظ أخي في الصباح الباكر في ذلك اليوم، وكان لديه إحساس بأنه سيصيبه مكروه. قام من محله ونظر إلي وقال "سأذهب" ولم يودع أحداً غيري. كنت أتمنى أن أقول له "لا تذهب"، لكنه ذهب". وتابعت "كنت أحاول التحدث، لكن لساني كان يعجز عن النطق. خرج أخي وبعد ثوانٍ حصل التفجير. كان أمراً صعباً للغاية، ولا أستطيع أن أنسى ذلك اليوم، ولا أحد من أهلي يستطيع النسيان. وها قد مرت ثماني سنوات، لكننا لا نستطيع النسيان. وكلما تمر ذكرى استشهادهم، كأنهم ماتوا اليوم، وهو أمر صعب. والله لا يغفر لمن كان يقف وراء هذا التفجير وأحرق قلوبنا".

اعتاد ذوو الضحايا التجمع في مكان وقوع التفجير سنوياً، مطالبين بكشف ملابسات الحادثة، وإجراء تحقيق شفاف ونزيه للوصول إلى نتائج تحدد الجهة المسؤولة عن ارتكاب هذه الجريمة

أما فائق موسى، والد القتيل أياز الذي كان عمره 19 عاماً، فقد قال لـ"العربي الجديد": "كان التفجير كارثياً وأودى بحياة أكثر من 60 شهيداً وجرح أكثر من 200 آخرين، بالإضافة إلى تدمير البيوت. يوم التفجير كنت في دمشق ولم أكن في القامشلي. اتصلت بي ابنتي وقالت إن تفجيراً وقع في القامشلي وإن المنزل قد تهدم. أنا وأمي بخير، لكن أخي أياز مفقود". أضاف: "بحثنا عن أياز حتى الساعة 2 ظهراً، وكان هناك العديد من الشهداء والجرحى. في وقت متأخر، عرفنا أن ابني توفي. كانت كارثة لا توصف، والدليل هو مشهد الشارع حالياً. يوم التفجير، رأيت الصور وأنا في دمشق ولم أتعرف على بيتي ولا على الحي". وأردف موسى: "في اليوم نفسه، وبعد جهد جهيد، عدت من دمشق وكان من الصعب جداً الوصول إلى القامشلي. وقتها كانت المواصلات صعبة وهناك أكثر من شهيد في عائلتي. ففي بيت أهلي هناك أربعة شهداء. المشهد يكفي ويصف الكارثة، وحتى هذه اللحظة لم تظهر أي حقائق حول كيفية حدوث التفجير ولماذا، وأتمنى أن نصل إلى الحقيقة حتى لا يتكرر المشهد".

من جانبه، استنكر وليد عمري بشدة التفجير، ووصفه في حديثه مع "العربي الجديد"، بـ"العمل الإجرامي الوحشي الذي قامت به أيادٍ خفية"، مشيراً إلى أنه ضد الإنسانية وضد الأطفال والشيوخ والشعب السوري، لافتاً إلى أنه خسر ابن عمه وأهله وأخواله فيه، واعتبر أن "هذا العمل الإرهابي ليس فقط في القامشلي، وإنما في عموم سوريا".

المطالبة بالمحاسبة عن جريمة القامشلي

أما فواز العيسى (56 سنة)، وهو من سكان الحي الغربي في القامشلي، فطالب بمحاسبة من يقف وراء المجزرة، وقال في حديثه لـ"العربي الجديد": "يجب كشف الحقيقة حول مجزرة القامشلي. من المؤلم جداً أن نتذكر المشهد الكارثي لمجزرة الحي الغربي في القامشلي، حيث استشهد أكثر من 60 ضحية بريئة من أبناء وبنات شعبنا، وجرح العشرات. والأكثر إيلاماً أن تمر ثمانية أعوام ولا تزال ملابسات هذه المجزرة المروعة غامضة ولم يكشف النقاب عنها". وتساءل عن كيفية وصول الشاحنة إلى المنطقة، قائلاً: "كيف تمكن سائق الشاحنة الكبيرة من المرور من حواجز إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي، ووصل إلى قلب الحي الغربي الذي اشتهر بمناهضة النظام، وكانت تنطلق من جامع قاسمو الاحتجاجات الكردية منذ انتفاضة عام 2004، وخلال التظاهرات الصاخبة ضد طغيان النظام، لا سيما في مرحلة الثورة السلمية في سورية. ينبغي كشف الحقيقة لزرع الثقة في الشارع الكردي خصوصاً، والسوري عموماً".

يشار إلى أن الهجوم جرى باستخدام سيارة مفخخة تحمل 14 طناً من المتفجرات في يوم 27 يوليو/ تموز 2016، وخلف أكثر من 60 قتيلاً وعشرات المصابين والجرحى والمفقودين الذين لم توثق أسماؤهم رغم مرور ست سنوات على الحادثة.