النظام السوري يتهيأ لسقوط مطار حماة: إخلاء الأسلحة والطائرات

26 ديسمبر 2014
يعدّ مطار حماة العسكري أحد أهم مراكز النظام(فرانس برس)
+ الخط -

انعكست التطورات الأخيرة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بشكل إيجابي على مقاتلي المعارضة في ريف حماة، بعد الهزائم الكثيرة التي منيت بها أخيراً، والتي مكنت الجيش السوري من استعادة أجزاء واسعة من الريف الحموي، بعد أن كان مقاتلو المعارضة قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على مطار حماة العسكري.

وصبّت التطورات في ريف إدلب لصالح المعارضة بعدما تمكنت "جبهة النصرة" مع فصائل إسلامية وأخرى تابعة لـ"الجيش السوري الحر" من السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية وقتل وأسر العشرات من قوات النظام، وسط استعدادات للانقضاض على مطار أبو ظهور العسكري، أهم القلاع العسكرية المتبقية للنظام السوري في إدلب.

وتكشف معلومات من داخل مطار حماة العسكري، سرّبها إلى "العربي الجديد" مدير المكتب الإعلامي لحماة يزن شهداوي، عن "قيام النظام منذ ثلاثة أيام بإخلاء المطار من كامل أسلحته وعتاده وذخيرته، إضافة إلى نقل الطائرات منه بالتزامن مع إخلائه من العناصر والشبيحة التابعين لـ"الطائفة العلوية"، وإبقاء مقاتلي الجيش داخله".

ومن المحتمل أن تقوم قوات النظام بمعركة استباقية في مطار أبو ظهور العسكري في ريف إدلب، في ظل تربص قوات المعارضة به، وخصوصاً أن الطيران الحربي قد شنّ عشرات الغارات خلال اليومين الماضيين على محيطه، إلا أن اللافت في الأمر أنّ "النظام قام بتلغيم المطار بعد تلقّيه أنباء عن نية المعارضة اقتحامه".

وهدد العقيد سهيل الحسن الملقب بـ "النمر"، والذي كانت له اليد الطولى في استعادة قوات النظام توازنها في معظم ريف حماة، "بتدمير مدينة حماة بالكامل، فيما لو تقدمت المعارضة باتجاهها أو باتجاه المطار.

ويُعرف عن الحسن أنه يتبع سياسية الأرض المحروقة، وقد تعرضت مناطق في ريف حماة قبل شهرين إلى مئات الغارات الجوية، بما في ذلك استهدافها بالبراميل المتفجرة، بعد استقدام الحسن من حلب لقيادة العمليات العسكرية في حماة، ووضع المطارات تحت إمرته.

ويبدو أن مقاتلي المعارضة يحاولون استغلال التشتت والعشوائية التي يعيشها النظام ومليشياته هذه الأيام، جراء خسائر فادحة في صفوفه، وخروج مدنيين في تظاهرات في عدد من القرى الموالية له يطالبون بمعرفة مصير أبنائهم الذين انخرطوا في القتال إلى جانبه، إضافة إلى انشغاله في القتال ضد "جبهة النصرة" في إدلب وتنظيم "الدولة الإسلامية" في دير الزور. كما تترافق هذه التطورات مع محاولات النظام المتكررة اقتحام جوبر والغوطة الشرقية، وتلقيه خسائر في ريف حلب الشمالي، بينما تفرض عليه التطورات السياسية المتسارعة، وخصوصاً من حليفه الروسي، أن يسرّع الخطوات لتحقيق حسم عسكري هنا أو هناك.

كذلك يعاني النظام السوري من تهديدات المعارضة بقطع المياه والكهرباء عن القرى والمناطق الموالية له، عبر تدمير محطات توليد الكهرباء والمياه التي تغذيها، بعد أن قدم وعوداً كثيرة إلى أهالي مدينة حماة بتأمين متطلباتهم من المازوت والبنزين وإعادة الكهرباء إلى وضعها الطبيعي، في محاولة التقرب من الحاضنة الشعبية له.

ويعد مطار حماة العسكري، أحد أهم مراكز النظام في سورية، ومرتكزا عسكريا له في المنطقة الوسطي لمحافظتي حماة وحمص. كما أنّه يعدّ المركز الأول لصنع البراميل المتفجرة في سورية والمسؤول عن قصف عشرات المدن السورية في حماة وحمص وإدلب.

ويحوي المطار داخله مبنى وإدارة فرع الاستخبارات الجوية في حماة. كما تحول المطار إلى سجن للمعتقلين، حيث يقبع مئات الأشخاص التابعين للمعارضة داخله، وفي حال سيطرة المعارضة عليه، فإن ذلك يعني شلّ عصبه داخل حماة، وسيمهّد ذلك للدخول إلى المدينة.

وكانت المعارضة السورية قد اقتربت، فور بدئها معركة "بدر الشام الكبرى" قبل أشهر، من السيطرة على مطار حماة العسكري، بعد إحكام قبضتها على قريتين قريبتين تكشفانه. واستهدف مقاتلوها المطار بالقذائف والصواريخ، وضربوا مبنى قيادة المطار وشلوا قسماً كبيراً منه، قبل أن تستعيد قوات النظام السيطرة على معظم المناطق من جديد.

المساهمون