الذكرى العاشرة لمجزرة الشعيطات شرقي سورية.. أهالي الضحايا يطلبون القصاص

15 اغسطس 2024
أبناء عشيرة الشعيطات يحيون الذكرى العاشرة لمجزرة الشعيطات 15 أغسطس 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

نظّم أهالي دير الزور وأبناء عشيرة الشعيطات وذوو الضحايا، اليوم الخميس، مراسم الذكرى العاشرة لمجزرة الشعيطات التي ارتكبها تنظيم "داعش" في 17 أغسطس/آب 2014، بحق أفراد عشيرة الشعيطات في عدد من القرى التابعة لمحافظة دير الزور في شرق سورية، التي راح ضحيتها خلال أسبوعين قرابة 1500 شخص، بينهم أطفال ونساء ورجال، قُتل منهم 300 في يوم واحد في قرية غرانيج. 

وأُقيمت مراسم رسمية وشعبية في عدة بلدات وقرى مثل بلدة أبو حمام، والكشكية، وغرانيج، بحضور ممثلين عن رابطة مجزرة الشعيطات ومجلس عوائل الشهداء، جرى خلالها رفع صور بعض الضحايا، وإلقاء كلمات طالبت بالكشف عن مصير المفقودين والمغيبين، حيث لا يزال مصير أكثر من ألف شخص مجهولاً.

وقال شهاب طعمة، أحد سكان ريف دير الزور، لـ"العربي الجديد": "نترحم على الشهداء، وندعو للحرية للمفقودين والمغيبين قسراً حتى الآن. الجميع يعلم ما حدث لعشيرة الشعيطات في عام 2014. وكان أي شخص يُقبض عليه في المناطق الشرقية لعشيرة الشعيطات يُذبح على الهوية. وكان تنظيم "داعش يذبح أي شخص شعيطي بناءً على الفتوى التي أصدرها الشرعيون في التنظيم، حيث يُذبح الشخص دون محاكمات، بطريقة إجرامية لا تمت للإنسانية بصلة". وأضاف طعمة "هذا التنظيم الإرهابي لم يفرق بين شيخ كبير أو طفل أو شاب. يجري إحياء هذه الذكرى سنوياً بمشاركة نساء وزوجات الضحايا الذين قُتلوا على يد تنظيم داعش الإرهابي. هناك أسباب كثيرة دفعت التنظيم لارتكاب هذه المجزرة، من بينها رفض عشيرة الشعيطات لفكر التنظيم منذ بداية ظهوره في دير الزور، فكانت هناك عداوة واضحة بين عشيرة الشعيطات والتنظيم، وفي أغسطس/آب 2014 حدثت هذه المجزرة الشنيعة بحق أبناء عشيرة الشعيطات". 

تقارير عربية
التحديثات الحية

ووفق طعمة "لا يوجد حتى الآن اهتمام من الدول بهذه المجزرة، حيث كانت الردود خجولة مقارنة بالمجازر التي حدثت في العراق والتي لاقت اهتماماً واضحاً. لم تُفتح محاكمات، ولم يُلاحق مرتكبو هذه المجازر، خاصة من الدول الأوروبية، فلم يُحاكم أي شخص من العناصر الذين ارتكبوا هذه المجزرة. ولمجزرة الشعيطات تأثير كبير، خاصة على أبناء المنطقة. ولكي يتم التعافي من آثارها يجب تأمين احتياجات أبناء الضحايا، وتقديم الدعم لهم بأشكاله المختلفة، من خلال بعض البرامج مثل الدعم النفسي، والتعليم، والمهن وسبل العيش". وأضاف: "تضرر الجميع من أبناء عشيرة الشعيطات، فقد سرق تنظيم داعش كل شيء، من أثاث البيوت إلى الحيوانات والمحلات التجارية، بل حتى دمر البيوت. ولكي يتم التعافي من آثار هذه المجزرة، يجب تقديم الدعم النفسي لأبناء الضحايا وتعليم زوجات الشهداء والمفقودين مهناً ومشاريع سبل العيش".

وأردف " تُعتبر مجزرة الشعيطات من أكبر المجازر التي ارتُكبت في سورية، حيث نُفذت إعدامات وقتل بطرق وحشية. هناك عائلات جرى تصفيتها وقتل أفرادها أمام أبنائهم وزوجاتهم. لقد قُتل أبناء عشيرة الشعيطات بدم بارد. الجميع يعلم أن عشيرة الشعيطات شعب محافظ، يعرف قيمه وأخلاقه ودينه، ويظل متمسكاً بعاداته. جاء تنظيم داعش باسم الدين، ولكن عشيرة الشعيطات كشفت حقيقة هذا التنظيم السوداء". وتابع: "أنا أحد الأشخاص الذين فقدوا الكثير من أهاليهم وأصدقائهم في هذه المجزرة، ومن بينهم أخي. ما زالت المنطقة بحاجة إلى الدعم والبحث عن المفقودين".

وروى محمود العبيد لـ"العربي الجديد" تفاصيل حول المجزرة "بدأت مجزرة الشعيطات في مطلع أغسطس/آب 2014 واستمرت حتى منتصفه. كانت واحدة من أبشع المجازر التي استخدم فيها أشد أنواع التعذيب والقتل، حيث قُتل فيها حوالي ألف شخص، من بينهم مفقودون لم يُعرف مصيرهم حتى الآن. تُعتبر المجزرة من أكبر المجازر في سورية. كان أي شخص من عشيرة الشعيطات يُذبح فوراً إذا تجاوز عمره 14 عاماً، بناءً على فتوى أصدرها الشيخ الإرهابي عبد الله الكويتي التابع لتنظيم داعش".

والشعيطات هي واحدة من عشائر قبيلة العقيدات، ويصل عدد أفرادها إلى نحو 200 ألف نسمة، وتسكن الضفة اليسرى لنهر الفرات، شرقي دير الزور بحوالي 90 كيلومتراً، ويقيم أبناؤها على رقعة جغرافية واحدة تتوزع على قرى أبو حمام والكشكية وغرانيج.

المساهمون