تعد صناعة النحاس في تونس من الصناعات التقليدية التي تصارع للبقاء في ظل محدودية الموارد، خاصة بعد انخفاض أعداد السياح، إذ لا يمكن لأي زائر أو سائح أن يقصد تونس دون التوجه الى سوق النحاسين وشراء الهدايا التذكارية، ولكن الأوضاع الأمنية قلصت أعداد السياح إلى البلاد، الأمر الذي أثر على حركة البيع في الأسواق العتيقة.
ففي سوق النحاسين، تشتهر المحال التجارية المتخصصة في صناعة الأواني المنزلية وأدوات الزينة، وغيرها من النحاسيات، والهدايا التذكارية. يعمل النحاسون في ورشهم من ساعات الصباح الأولى، حيث يقومون بتصنيع الأواني، والأدوات التذكارية، وغيرها من النحاسيات.
ولا يعد شراء النحاس في تونس حكراً على السياح، إذ إن التقاليد التونسية تتطلب وجود أوان نحاسية في بيت الزوجية، ولذا فإن الإقبال على شراء النحاسيات من قبل الفتيات، قبل الزواج، أمر ضروري.
وتعد صناعة النحاس من أقدم الصناعات التي ظهرت في تونس، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر ميلادياً، مع وجود الدولة الحفصية، وحتى اليوم لا زالت هذه الصناعة تصارع للبقاء والاستمرار.
تعاني صناعة النحاس في تونس من الاندثار، رغم الطلب عليها، ويعود السبب في ذلك إلى أن الطلب يتركز فقط على بعض القطع التذكارية، بالإضافة إلى أن هذا الإقبال يعد محدوداً نسبياً. وبحسب التجار، فإن هذه الصناعة تواجه أزمات كبيرة، منها انخفاض الطلب المحلي، رغم ارتفاع العرض، الأمر الذي يتطلب جهوداً لتشجيع الحرفيين على الاستمرار في هذه المهنة، ودعمهم بكافة الأشكال.
في هذا التقرير المصور، نستكشف هذه المهنة العريقة المهدّدة بالاندثار: