تبون: الجزائر ستراجع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وطوينا صفحة بريكس

06 أكتوبر 2024
بدء مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي في 2025، ميناء الجزائر (أرشيف/العربي الجديد) 
+ الخط -

أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قرب بدء مراجعة اتفاق الشراكة والتجارة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن مشروع أنبوب الغاز الذي يربط نيجيريا بأوروبا عبر كل من النيجر والجزائر يجري إنجازه على الأرض ولم يبق منه سوى جزء ثالث في النيجر، وشدد على طي بلاده صفحة انضمامها إلى مجموعة بريكس.

وقال تبون في لقاء تلفزيوني بث مساء السبت: "متفقون على إعادة النظر ومراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، لسنا في نزاع مع الاتحاد الأوروبي الذي لا يرفض المراجعة، وأعتقد أنه في عام 2025، سنبدأ في مراجعة الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في ظروف مغايرة كانت فيه الأوضاع بالنسبة للجزائر في التسعينيات مختلفة تماماً"، مضيفاً أن "الاتفاق مع الاتحاد الأوربي أبرم في وقت كانت فيه الجزائر تختلف عن جزائر اليوم، حيث كانت نسبة مشاركة الصناعة في الدخل القومي لا تتخطى 3%، وكنا نستورد المنتجات الفلاحية ولا نصدرها، أي أن الجزائر حينها لم تكن تملك إمكانيات في التصدير"، وأكد أن "الأمور تغيرت والجزائر أصبحت تنتج وتصدر منتجات مختلفة، من صناعات تحويلية وكهرومنزلية وغيرها، لذلك اليوم نطلب مراجعة، لأن أساس الاتفاق مع الاتحاد الأوربي هو التبادل الحر، وذلك بكل صداقة ودون الدخول في نزاعات".

الجزائر تطوي صفحة بريكس

ورداً على سؤال حول قرار الجزائر طي صفحة الانضمام الى مجموعة بريكس، قال الرئيس الجزائري "حالياً لا نفكر في الانضمام إلى منظمة بريكس، واهتمامنا منصب على انضمامنا لبنك بريكس الذي لا يقل أهمية عن البنك الدولي"، مضيفاً "كنا نريد الانضمام إلى بريكس لأسبـاب معينة، ولما رأينا ما آلت إليه المنظمة، هذه الأسباب لم تعد واضحة، ومن تسببوا في عدم دخول الجزائر إلى البريكس لن يؤثروا في الجزائر، ومن عارضوا دخول الجزائر ربما أفادونا بعدم الدخول، لا نفكر الآن تماما في بريكس، فكرنا ودخلنا في بنك بريكس وسنساهم بـ1.5 مليار دولار". 

وفي سياق آخر، قال تبون إن "مشروع أنبوب الجزائر النيجر ونيجيريا قائم وهو قيد الإنجاز، وهو شبه مكتمل بالنسبة للجزائر وبالنسبة لنيجيريا، حيث وصل إلى منطقة كانو، بقي منه 700 إلى 800 كيلومتر يجري إنجازها"، مشيراً إلى أن "هذا المشروع مفيد لأوروبا بالدرجة الأولى، أما الحديث عن مشروع آخر، فهو مشروع مزيف وهو مشروع سياسي يمر على 14 دولة، ويحتاج إلى تمويلات كبيرة لن تتوفر له"، في إشارة منه إلى أنبوب الغاز الذي يصل نيجيريا بالمغرب عبر عدد من الدول الأفريقية.

وكان وزير النفط النيجري صحابي عومارو، الذي زار الجزائر السبت الماضي، قد أعلن خلال لقائه وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، الاتفاق على عقد اجتماع في وقت قريب بين وزراء الطاقة للدول الثلاث المعنية بأنبوب الغاز العابر للصحراء ، وهي دول الجزائر، النيجر ونيجيريا، بغية متابعة تقدم هذا المشروع الاستراتيجي، فيما قال الوزير عرقاب عقب اللقاء إنه "تم الاتفاق على المضي قدماً لتجسيد مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء وعقد اجتماع وزاري للدول الثلاث المعنية في أقرب وقت، على أن يتم ضبط تاريخ ومكان هذا اللقاء بالاتفاق مع وزير النفط النيجيري". وأشار عرقاب إلى أن "المشروع بدأ تجسيده فعلياً من خلال الدراسات التقنية، وسيتواصل عبر اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة واللجنة التقنية بهدف متابعة مدى تقدم المشروع كما هو مسطر له".

وكشف الرئيس الجزائري أن بلاده "حققت اكتفاء من القمح الصلب بنسبة 80%، عام 2024، وهذا يعني أننا قادرون على تحقيق نسبة 100%"، مشيراً إلى استمراره في سياسات خفض نسبة التضخم الى أدنى مستوياتها، ومحاربة الفساد عبر رقمنة قطاع الجمارك، حيث تقوم الجزائر ببناء مركز البيانات الجزائري، مضيفاً أنه عازم "على القضاء على التهريب، عبر إنشاء  المناطق الحرة مع البلدان الجارة، وقد بدأنا بمنطقة حرة مع موريتانيا، وهناك منطقة تبادل حر مع تونس ومنطقة أخرى مع ليبيا".

وحذر في السياق من "شبكات تعمل على استنزاف الاقتصاد عبر التهريب، ففي بعض المواد الإنتاج المحلي يعادل ثلاث مرات حجم الاستهلاك المحلي، ومع ذلك تكون هناك ندرة فيها، هذا يعني أن التهريب بلغ مستوى كبيراً".

المساهمون