وتعهد المتظاهرون بمواصلة اعتصامهم رفضاً لبيان بن عوف، الذي كان حتى وقت قريب اليد اليمنى للبشير ومن أكثر المدافعين عن النظام، وهتف المعتصمون حسب شهود "تسقط عوض تسقط عوض"، كما رفضت قيادات بارزة في المعارضة الخطوة.
وأعلن رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض عن قوى الحرية والتغيير، عمر الدقير، استمرار الاعتصام (أمام مقر الجيش) حتى تحقيق مطالب الثورة، وذلك في خطابه للمعتصمين أمام مقر قيادة الجيش، وفق ما أوردته وكالة "الأناضول".
وقال الدقير إن "الثورة مستمرة ومنتصرة"، موضحاً أن قوى الحرية والتغيير قررت استمرار الاعتصام إلى حين تحقيق المطالب المشروعة للثورة.
من جانب آخر، قال مصدر كبير في تجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيسي للاحتجاجات ضد حكم البشير، إن التجمع رفض بيان بن عوف. وذكر المصدر لوكالة "رويترز"، أن التجمع دعا المحتجين أيضاً لمواصلة اعتصام بدأ يوم السبت خارج وزارة الدفاع. وأضاف: "ندعو الثوار لمواصلة الاعتصام... بيان بن عوف استنساخ جديد لنظام الإنقاذ... نرفض البيان بصورة كاملة".
إلى ذلك، أعلن تجمع المهنيين وتحالفات المعارضة السودانية، رفضهم بيان الجيش "جملة وتفصيلا"، ومواصلة الاعتصام حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية، وذلك في بيان مشترك نشره التجمع وتحالفات المعارضة، على صفحة التجمع بـ"فيسبوك" الخميس.
وقال البيان "نفذت سلطات النظام انقلاباً عسكرياً تعيد به إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات التي ثار شعبنا العظيم عليها".
وأضاف "إننا في قوى إعلان الحرية والتغيير نرفض ما ورد في بيان إنقلابيي النظام وندعو شعبنا للمحافظة على اعتصامه الباسل أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم وفي بقية الأقاليم".
كما دعا البيان، السودانيين للبقاء في الشوارع في كل مدن البلاد حتى تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية تعبر عن قوى الثورة.
وأضاف "هذا هو القول الفصل وموعدنا الشوارع التي لا تخون".
Facebook Post |
Facebook Post |
وفي وقت سابق اليوم، أعلن بن عوف عزل الرئيس عمر البشير واعتقاله، وبدء فترة انتقالية لعامين تتحمل المسؤولية فيها اللجنة الأمنية العليا والجيش.
وأضاف بن عوف في بيان بثّ عبر التلفزيون الحكومي، أن "القوات المسلحة ستتولى الحكم بصورة أساسية وتمثيل محدود للقوات الأخرى، وستعمل على الحفاظ على الدم الغالي والعزيز للمواطن السوداني"، مبيناً أنه "كوزير للدفاع ورئيس اللجنة أعلن اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه (البشير) في مكان آمن".
كما أعلن بن عوف تشكيل مجلس عسكري انتقالي، وتعطيل العمل بالدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة إلى الرابعة صباحاً، وإغلاق الأجواء السودانية لمدة 24 ساعة، وإغلاق المداخل والمعابر في جميع أنحاء السودان لحين إشعار آخر.
وأعلن كذلك حلّ مؤسسة الرئاسة من نواب للرئيس ومساعدين، وحلّ مجلس الوزراء، وحلّ المجلس الوطني ومجلس الولايات، وحلّ حكومات الولاية ومجالسها التشريعية، مع الاستمرار في عمل القضاء والمحكمة الدستورية والنيابة العامة.
ودعا بن عوف، الذي كان يشغل أيضاً منصب النائب الأول للبشير، الحركات المسلحة وحاملي السلاح، للانضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه. كما أعلن وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً، وتهيئة المناخ لانتقال سلمي للسلطة، وقيام انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية. وشنّ بن عوف، رغم أنه كان يعمل نائباً للرئيس البشير، هجوماً على النظام السابق، قبل أن يشيد بثورة الشباب الأخيرة في الشوارع.