غارات تركية وهجمات متبادلة مع قوات "قسد" في الشمال السوري

10 يناير 2025
عناصر من "قسد" في مدينة القامشلي السورية، 9 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت العمليات العسكرية في شمال سوريا مع غارات تركية على مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" في ريف حلب الشرقي وغربي الرقة، وقصف مدفعي من "الجيش الوطني السوري" دون تقدم ملموس.
- في حادثة منفصلة، قُتل مدني في بادية الرصافة وسط اتهامات متبادلة بين "قسد" والمدنيين حول الانتماء لداعش، واعتقالات في الرقة بتهم التعامل مع التنظيم وأجندات خارجية.
- في جنوب سوريا، نُشرت نقاط عسكرية جديدة في درعا لتعزيز الأمن ونزع السلاح، ضمن جهود للحد من الفوضى الأمنية.

يتواصل التصعيد العسكري في الشمال السوري، حيث شن سلاح الجو التركي، اليوم الجمعة، غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف حلب الشرقي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات المستهدفة.

وقالت وحدات الرصد والمتابعة التابعة لفصائل "الجيش الوطني السوري"، لـ"العربي الجديد"، إن الطيران التركي شن غارتين على مقرين لـ"قسد" بالقرب من صوامع بلدة صرين، يضمّان أنفاقاً تُستخدم لأغراض عسكرية. كما استهدفت طائرات مسيّرة تركية، مساء أمس الخميس، مواقع عسكرية لـ"قسد" في قريتي المزيونة والجرنية غربي محافظة الرقة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف العناصر.

في سياق متصل، قصفت فصائل "الجيش الوطني السوري" بالمدفعية مواقع تابعة لـ"قسد" في محيط قرية تل طويل بريف تل تمر شمال الحسكة، وفي محيط بلدة عين عيسى شمال الرقة. ولا تزال الاشتباكات قائمة بين فصائل الجيش الوطني السوري، المدعومة بغطاء جوي تركي، وقوات "قسد" بالقرب من سد تشرين في ريف مدينة منبج، شرقي محافظة حلب، في ظل قصف مدفعي متواصل للقوات التركية على مواقع "قسد" في محيط السد، من دون إحراز أي تقدم يذكر لكلا الطرفين.

وفي حادثة منفصلة، قُتل المدني محمد جدوع القطاش، أحد مربي الأغنام، إثر تعرض سيارته لإطلاق نار من سلاح رشاش من نوع "دوشكا" محمول على آلية عسكرية تابعة لـ"قسد" في بادية الرصافة، جنوب مدينة الطبقة، في حين تدعي "قسد" أن القطاش ينتمي لخلايا تنظيم داعش. وكانت قوات "قسد" اعتقلت، خلال الأيام الماضية، عدداً من رعاة المواشي في بادية محافظة الرقة، شمال شرقي سورية، وذلك بحجة انتمائهم أو تعاملهم مع تنظيم داعش، بالإضافة إلى اعتقال عشرات النشطاء والعناصر السابقين في "الجيش الحر" من مدينة الرقة وريفها، بحجة تعاملهم مع "أجندات خارجية".

انتشار "الإدارة العسكرية" في الجنوب

وفي جنوب البلاد، أعلنت إدارة العمليات العسكرية في درعا نشر نقاط عسكرية جديدة في مناطق متعددة من المحافظة، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن وضبط الاستقرار، بعد تزايد حوادث العنف والاشتباكات المسلحة بين بعض المجموعات المحلية. وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أيمن أبو محمود إن الرتل العسكري الذي نُشر في منطقة اللجاة، شرقي درعا، جاء عقب اجتماع مع وجهاء المنطقة لمناقشة سبل تعزيز الأمن في ظل تكرار حوادث قطع الطرقات.

وأوضحت إدارة العمليات العسكرية أن ست نقاط عسكرية نُشرت في قرى متعددة في اللجاة، كما أُعلن عن مهلة إضافية لأبناء مدينة الصنمين لتسليم الأسلحة بدءاً من اليوم الجمعة، من الساعة 8 صباحاً وحتى صلاة الجمعة، مشددةً على أنه ستُتخذ إجراءات صارمة بحق كل من يمتنع عن تسليم السلاح أو يُعثر في بيته على أسلحة.

وفي السياق نفسه، نقل تجمع أحرار حوران عن القيادي في إدارة العمليات العسكرية "أبو صهيب الجنوبي" قوله: "نشرنا نقاطاً عسكرية في كل من مدينتي الصنمين وطفس، ومنطقة اللجاة، بهدف ضبط الأمن بعد تسجيل عدة اقتتالات وعمليات اغتيال في تلك المناطق". وأضاف الجنوبي: "ستبقى قواتنا في الصنمين حتى نزع السلاح من كافة الأطراف المتقاتلة، وبسط الأمن في المدينة". كما أشار إلى أن النقاط العسكرية في مدينة طفس تأتي لتسليم مطلوبين لإدارة العمليات.

وتأتي هذه الخطوات ضمن جهود مستمرة من قبل إدارة الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية للحدّ من الفوضى الأمنية في جنوب سورية، وضمان عودة الاستقرار إلى المناطق التي تعاني من انتشار السلاح والانفلات الأمني.