وطارد جيش الاحتلال عدداً من الشبان في شوارع مدينة بيتونيا غربي رام الله، عقب قمعه للمسيرة، التي أطلق خلالها القنابل الغازية تجاه الطلبة الذين نظموا مسيرة انطلقت باتجاه معتقل عوفر، بعد مسيرة أخرى نظموها ظهر اليوم، جابت جامعة بيرزيت نصرةً للأسير العربيد، وإسناداً للأسرى الفلسطينيين، ورفعوا خلالها صور العربيد بالإضافة إلى صور طلبة وطالبات جامعة بيرزيت المعتقلين، والأسرى المضربين عن الطعام.
وكانت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت قد نظمت، خلال الأسابيع الماضية، عدة فعاليات مماثلة، عند نقاط التماس، وخصوصاً باتجاه حاجز بيت إيل عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة المجاورة لمدينة رام الله.
وقال منسق "القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي" باسل البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفعاليات تخرج دعماً وإسناداً للأسير سامر العربيد الذي آثر الموت على أن يتكلم أو يعترف"، مطالباً بإنقاذ حياته وهو على فراش الموت في المشفى، محملاً الاحتلال المسؤولية عن حياته وحياة الأسرى.
وحول أهمية مشاركة الحركة الطلابية في إسناد الأسرى، أوضح البرغوثي، قائلاً: "دائماً الشباب والطلبة هم رأس الحربة في مواجهة الاحتلال، وكذلك الأمر بالنسبة إلى جامعة بيرزيت، فهي دائماً رأس الحربة في مواجهة الاحتلال، نحن نعد الأسرى بتحريك الشارع من أجل قضيتهم العادلة، وجود أسرى زملاء لنا بالتأكيد هذا يدعونا إلى المزيد، وإذا اعتقل الاحتلال كادراً من كوادر الحركة الطلابية، فسيخرج الآلاف ليغطوا مكانه".
وبرسالة مشابهة، قال منسق "الكتلة الإسلامية" في جامعة بيرزيت عبد الرحمن علوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجامعات ستبقى المحرك في الشارع الفلسطيني، وإن كان هناك بعض الركود في الشارع، إلا أنّ الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت ستبقى في مقدمة المتصدين للقضايا الوطنية".
ويعتقل الاحتلال أكثر من 80 أسيراً من طلبة جامعة بيرزيت، وكثف عمليات الاعتقال خلال الشهر الماضي. كذلك أبعد عنها الأكاديمية وداد البرغوثي، أستاذة الإعلام في الجامعة، واعتقلتها قوات الاحتلال لستة عشر يوماً، ثم أصدرت قراراً بإبقائها في الإقامة الجبرية.
وتعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي سامر مينا العربيد (44 عاماً) من رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وجرى تحويله في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، من مركز تحقيق المسكوبية إلى "مستشفى هداسا - جبل الزيتون" في القدس المحتلة بوضع حرج، إذ تبينت إصابته بفشل كلوي، إضافة إلى إصابات وكدمات في أنحاء متفرقة من جسده، وكسور في أضلاع صدره، نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرض له على أيدي المحققين الإسرائيليين.
وزعمت وسائل إعلام عبرية أنّ جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" قد كشف هوية منفذي عملية "عين بوبين" التي قتلت فيها مستوطنة إسرائيلية، في أغسطس/آب الماضي، فيما ادعى "الشاباك" أنّ الأسير العربيد أحد أفراد الخلية التي نفذت العملية، حيث تنتمي الخلية إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
وذكرت صحيفة "هآرتس" أنّ "الشاباك" حصل على "تصريح قانوني" يتيح استخدام أساليب تحقيق "استثنائية" مع الأسير العربيد، وتعرّض خلالها للضرب والتعذيب الشديدين.