الاحتلال يعتزم توسيع العدوان البري.. ويعترف بمقتل 33 جندياً

23 يوليو 2014
"من كان يصدّق أن تدافع مصر عن المصالح الإسرائيلية؟"(getty)
+ الخط -

كشف موقع "يديعوت أحرونوت" أن الحكومة الأمنية المصغرة "الكابينيت" تعتزم في جلستها، مساء اليوم، المصادقة على توسيع العمليات البرية ومناطق التوغل البري في قطاع غزة، بهدف توسيع مجال مناورة قوات الاحتلال، ومنع تحولها إلى أهداف ثابتة في مرمى القناصة الفلسطينيين. وجاء ذلك بموازاة اعتراف الجيش الإسرائيلي، بوصول عدد قتلاه في غزة، إلى 33، خمسة منهم اليوم، بعد مقتل ثلاثة مظليين في المعارك التي دارت اليوم في خان يونس.

وفي السياق، ذكر الموقع أن وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه ياعلون، أعلن أن الجيش الإسرائيلي يستعد للمرحلة المقبلة من العمليات البرية، في الوقت الذي تأخذ الاتصالات والتحركات الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، زخماً جديداً مع وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تل أبيب.

وكان ضباط إسرائيليون قد اعترفوا، ظهر اليوم الأربعاء، في حديث مع موقع "معاريف"، أن المقاومة الفلسطينية تظهر "قدرات لا يستهان بها"، وأن "المواجهات والمعارك التي تدور بين الطرفين ضارية".

ووفقاً لما نشره جيش الاحتلال، فإن جل قتلى الجيش الإسرائيلي هم من الوحدات التي يفاخر بها الجيش الإسرائيلي عادة، مثل وحدة جولاني، وجفعاتي، ووحدة المظليين التي سقط منها اليوم ثلاثة جنود.

في المقابل أعلن المراسل العسكري للقناة العاشرة، ألون بن دافيد، أن المواجهات والمعارك المباشرة، وجهاً لوجه، قلّت في اليومين الماضيين، مع الإشارة مجدداً إلى أن مراوحة قوات الاحتلال في مكانها في مرمى المقاومة الفلسطينية التي تتمكن، بسبب ذلك، من إعادة تنظيم صفوفها وترتيب خطواتها لشن هجمات على القوات الإسرائيلية الغازية.

وأقرّ بن دافيد أن المعارك البرية لغاية الآن، تبدي إنجازات كبيرة للمقاومة، أهمها التمكن من التسلل وراء خطوط الجيش الإسرائيلي، وتعطيل حركة الملاحة الجوية مع استهداف مطار بن غوريون الدولي، وتكبيد الجيش الإسرائيلي مزيداً من القتلى.

وبحسب بن دافيد، فإن الجناح العسكري في المقاومة الفلسطينية، بقيادة محمد ضيف، يشعر بأنه بمقدوره مواصلة القتال وجر الجيش الإسرائيلي إلى داخل القطاع ليتحكم بأنساق المواجهة مع الطرفين.

وذكر موقع "معاريف" أنه "بموازاة الدعم الجوي والمدفعي الذي يقدمه جيش الاحتلال لجنوده في المعارك البرية، يواصل الجيش السعي لفرض سيطرتهم على الأرض، في أكبر عدد ممكن من المواقع والأهداف، فيما تواجههم عناصر المقاومة، بإطلاق النار باستخدام البنادق الخفيفة والقذائف المضادة للدبابات والعبوات الناسفة".

وأقر العقيد ساعر تسور، من الفرقة 401، للقناة العاشرة الإسرائيلية، بأن "جنود الاحتلال يسمعون، أثناء نشاطهم على الأرض بحثاً عن الأنفاق، أصوات تحركات وتنقلات قوية تحت سطح الأرض، تدلّ عن وجود عناصر المقاومة في الأنفاق".

وأشار المحلل العسكري للقناة، ألون بن دافيد، إلى أن "الاحتلال يطلق نيراناً كثيفة، مدفعية وجوية، في مناطق القتال، علماً أن المواجهات لا تزال عملياً على أطراف القطاع، باستثناء تلك التي دارت في الشجاعية ورفح". ولفت إلى أن "جنود الاحتلال يتحولون شيئاً فشيئاً إلى أهداف ثابتة في مناطق القتال المأهولة، مما يعرضهم بشكل كبير إلى نيران القناصة الفلسطينيين".

في المقابل، حاول محللون إسرائيليون اليوم الضرب على وتر "الفجوة" بين قيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، الممثلة برئيس المكتب السياسي خالد مشعل، وبين القيادة الداخلية، ممثلةً بنائبه إسماعيل هنية، والقول إن مشعل "يسعى لتشديد شروط المقاومة لوقف إطلاق النار بدرجة أكبر من حماس-الداخل"، ما يذكر عملياً بالخطاب الإسرائيلي إبان الانتفاضة الأولى، عندما سعت حكومات تل أبيب لدق أسافين الفرقة بين قيادة منظمة التحرير في تونس، آنذاك، وبين القيادة الموحدة للانتفاضة.

من جهة ثانية، قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، أهارون زئيفي فركش، إن "بعض الدول العربية منحت إسرائيل هامش مرونة كبيرا لمواصلة الحرب على حركة حماس". وقال في مقابلة أجرتها مع الإذاعة العبرية، إن "ما يحدث يمكن وصفه بزلزال، إذ لا تتردد دول عربية في التعاون مع إسرائيل في حربها على الإسلاميين المتطرفين". وتساءل "من كان يصدق أنه سيأتي اليوم الذي تدافع فيه مصر عن المصالح الإسرائيلية على هذا النحو من الوضوح والثبات، كما يحدث في الحراك الهادف للتوصل إلى وقف إطلاق النار". واعتبر أن "الدول العربية المعتدلة تشعر أنها في القارب نفسه مع إسرائيل، وهي ترى أن هناك توافق مصالح غير مسبوق بينها وبين تل أبيب، وهذا ما يحسن من قدرة إسرائيل على مواجهة حماس".

المساهمون