الأوضاع الاقتصادية والأمراض المعدية تحاصر سوق الأضاحي في مصر

19 اغسطس 2018
تراجع الطلب على الأضاحي (فرانس برس)
+ الخط -
مع اقتراب عيد الأضحى، تعاني أسواق اللحوم والماشية الحية في مصر من حالة ركود، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية لغالبية المصريين، من جهة، وهجوم عدد من الأمراض المعدية التي انتشرت مؤخراً بين الماشية في الوجهين القبلي والبحري من جهة أخرى... ما تسبب في تراجع حركة البيع والشراء بشكل ملحوظ وتكبُّد التجار والمربين خسائر فادحة.

وبحسب متخصصين فإن انتشار مرض الجلد العقدي، والخوف من انتقال الحمى القلاعية، وحمى الماعز بين الماشية والأغنام، أدى إلى عزوف كثير من المواطنين عن شراء الأضاحي من الفلاحين والتجار، وهو ما تسبب لهم في خسائر فادحة.

ويعد موسم عيد الأضحى من المواسم التي ينتظرها الفلاح المصري لبيع إنتاج الماشية وتسديد إيجارات الأراضي التي يزرعوها، وكذلك تسديد القروض الزراعية لبنك التنمية والائتمان الزراعي.

فيما يقول إبراهيم العوضي، أحد تجار المواشي بمحافظة الجيزة، "الموسم اتضرب هذا العام".. في إشارة إلى الخسائر التي تعرض لها، موضحاً "كنا في البداية نتعامل مع ارتفاع الأسعار ونحاول تخفيض المكسب العائد لنا، عشان نسترزق ونبيع ونسد ما علينا من ديون، لكن هذا العام فوجئنا بهجوم الأمراض المعدية التي ضربت المواشي".

ويلفت إلى أنه "بدل ما كنا بنجيب علف بأسعار مرتفعة، كمان بقينا نجيب نصرف أكتر لعلاج المواشي وشراء المصل الخاص بالأمراض المنتشرة".

ويستطرد التاجر الذي يبلغ حجم تجارته من المواشي نحو 250 ألف جنيه مصري، "الخسائر هذا الموسم كبيرة علينا وعلى الفلاحين اللي بنشتري منهم الغنم والمواشي"، موضحاً أن "الفلاح بعدما كان ينتظر هذا الموسم ليبيع رأس الماشية المخصصة للذبح من الإنتاج الخاص به طوال العام بنحو 25 إلى 30 ألف جنيه، وقد تصل لـ 40 ألف جنيه، بات يتحايل لبيع هذه الرأس بأسعار أقل من ذلك بنحو 5 آلاف جنيه إن استطاع أن يبيعها".

ويؤكد: "الخروف وصل سعره هذا العام لـ5 آلاف جنيه، والناس ابتعدت عن الشراء بسبب الظروف والغلاء". ويأتي هذا في وقت حذرت فيه وزارة الزراعة المصرية المواطنين، عبْر إرشادات رسمية أصدرتها، من شراء الأضاحي وخراف العيد من التجار والباعة الجائلين، مشددة على أن يكون الشراء من الأماكن المُعدة لبيع الخراف مثل شوادر الجمعيات الاستهلاكية أو مراكز البيع التابعة لوزارة الزراعة أو الشوادر المخصصة".

كذلك شددت على ضرورة انتقاء الخراف نشيطة الحركة وتجنب الخامل منها أو الراقد، مع ضرورة عدم وجود إفرازات ظاهرة من الفم أو الأنف، وفحْص العينين، بحيث تكون لامعة وملتحمة العين وردية اللون وتكون العين نظيفة وليس بها إفرازات أو احمرار.

من جهته يوضح أحمد العارف، وهو موظف بأحد القطاعات الحكومية، يتراوح دخله بين 4 آلاف و5 آلاف جنيه في الشهر، أنه لن يحيي سُنّة الأضحية، بسبب الظروف الاقتصادية، قائلاً: "تقريباً دخلي الشهري انخفضت قوته الشرائية بنسبة 35% بعد الزيادات العنيفة في الأسعار، وزيادة سعر المحروقات مؤخراً".

ويتابع: "سأكتفي هذا العام بشراء ثلاثة أو أربعة كيلوغرامات من اللحوم الضأن لأسرتي، بعدما كنت أشتري كل عام خروفاً لأضحي به، ونُدخل السرور على الأطفال والفقراء".

ووصل سعر كيلو اللحم الضأن البلدي المذبوح إلى 160 جنيهاً، في حين وصل سعر كيلو الخراف الحية إلى 68 جنيهاً، إذ وصلت أسعار الخراف الحية إلى أرقام قياسية هذا العام جعلت سعر الخروف الصالح للذبح يصل إلى 5 آلاف جنيه.
المساهمون