يقترب عيد الأضحى ومعه تزداد معاناة اليمنيين في توفير قيمة الأضاحي وشرائها نتيجة غلاء الأسعار وتدهور أوضاع المواطنين في ظل انقطاع مرتبات بعض الموظفيين الحكوميين وتوقف الأعمال بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام على التوالي.
وقفزت أسعار الأضاحي هذا العام إلى مستويات كبيرة حيث وصل سعر أقل أضحية إلى ما يقارب 80 ألف ريال يمني في بعض المحافظات، الأمر الذي يشكل عبئاً إضافياً إلى جانب هموم المواطنين في تحمل التزاماتهم الأخرى ومواجهة ارتفاع أسعار السلع الرئيسية واستمرار تدهور العملة الوطنية وتراجعها مؤخراً حيث وصل سعر الدولار الواحد إلى أكثر من 560 ريالا في العاصمة المؤقتة عدن.
ويشكو المدرس اليمني فؤاد دماج من محافظة تعز صعوبة الحال الاقتصادي الذي يمر به، وقال لـ"العربي الجديد": منذ شهر أحاول البحث عن طريقة لاقتراض مبلغ 100 ألف ريال من أجل التمكن من شراء أضحية العيد ومحاولة قضاء أجواء مناسبة مع أسرتي.
ويتابع فؤاد: لدي 6 أطفال واضطررت أن أحتفظ بكسوتهم في عيد الفطر الماضي وعدم شراء أخرى جديدة من أجل التمكن من توفير قيمة الأضحية، ولكن ذلك لم ينفع. ويضيف فؤاد: حتى الراتب المتقطع الذي تمنحه الحكومة الشرعية لنا من فترة إلى أخرى لا يكفي لتغطية مصاريف المنزل الأساسية.
أما المواطن نجيب الهمداني، وهو من محافظة صنعاء، فيقول في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إن عائلته كانت تعتمد بدرجة رئيسية حتى فترة قريبة على التحويلات المالية التي يرسلها لهم نجله إبراهيم الذي يعمل في السعودية منذ أربع سنوات ولكنه حالياً عاد إلى اليمن، وباع كل ما لدى أسرته من الذهب وقام بافتتاح متجر صغير للمواد الغذائية ويكافحون من أجل توفير قيمة الأضحية بصعوبة.
الحال نفسه بالنسبة للمواطنين الذين نزحوا من مدنهم إلى محافظة مأرب (وسط اليمن) بسبب الحرب، هناك حيث تتضاعف معاناتهم وتحيط بهم الحاجة من كل اتجاه بحسب حديث الناشط اليمني لطفي إبراهيم الذي قال لـ"العربي الجديد" إن بعض العائلات لا تجد قيمة إيجارات المنازل التي تقطنها وبالتالي فهي لم تعد تفكر في شراء أضحية العيد.
اقــرأ أيضاً
وخلال السنوات الماضية كانت المؤسسة الاقتصادية اليمنية تساهم بشكل كبير في مساعدة موظفي الجهاز الإداري والقطاع العام والمختلط من خلال استيراد الأضاحي من أستراليا وإثيوبيا والصومال، ويجد المواطنون من خلال ذلك فرصة تمكنهم من شراء الأضاحي بالتقسيط وبأسعار منافسة، أما العام الحالي فقد تراجع ذلك بسبب الأوضاع التي تشهدها البلاد وعدم الاستقرار في ميناءي الحديدة وعدن.
بدوره يقول رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك فضل مقبل منصور في حديثه لـ"العربي الجديد" إنه في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة الراهنة ومستوى المعيشة المتدني وزيادة عدد السكان المحتاجين للمساعدات، أصبحت الأضحية حلما بالنسبة للكثير من المواطنين المستهلكين وخصوصاً هذا العام نتيجة انهيار الريال، إضافة إلى انعدام فرص العمل حتى أصبح المواطن اليوم يحلم بشراء دجاجة وليس أضحية باستثناء قلة قليلة من التجار أو المغتربين أو المستفيدون من الحرب بحسب منصور.
وحول أسعار الأضاحي وتوفرها يوضح منصور أن المؤسسة الاقتصادية اليمنية توقفت عن الإستيراد نتيجة الحرب، وكذلك المستثمرون في القطاع التجاري الذين كانوا يبيعون الأضاحي وغيرها للموظفين بالتقسيط، ويعود ذلك إلى عوامل كثيرة من أبرزها توقف الناس عن استلام مرتباتهم منذ نهاية عام 2016 والتي كانت تساعدهم على الشراء والاقتراض وتخفف معاناة غير القادرين على شراء الأضاحي واحتياجات الأسر من الملابس والمواد الغذائية.
ويفيد منصور بأنه في الوقت الحاضر ومع انخفاض القيمة الشرائية للريال وتوقف معضم مصادر الدخل للأسر وارتفاع أسعار اللحوم بشكل غير عادي، وصل سعر كيلو اللحم إلى 4000 ريال وأصبح المواطن غير قادر على الشراء، لعدم توفر السيولة النقدية، حيث إن معظم المواطنين لا يأكلون إلا وجبه واحدة، ولهذا انتشرت الأمراض والأوبئة بسبب سوء التغذية.
الباحث الاقتصادي اليمني حسام السعيدي قال لـ"العربي الجديد" إنه في ظل هذه الأزمة التي يشهدها اليمنيون، يبدو قدوم العيد حدثاً عادياً، يواجهه المواطنون ببطون خاوية وأماني بانتهاء الحرب وعودة الحياة الطبيعية. ويرى السعيدي بأن مشكلة ارتفاع أسعار الأضاحي متعلقة بالعديد من الأسباب بينها غياب الدور الرقابي.
ويشكو المدرس اليمني فؤاد دماج من محافظة تعز صعوبة الحال الاقتصادي الذي يمر به، وقال لـ"العربي الجديد": منذ شهر أحاول البحث عن طريقة لاقتراض مبلغ 100 ألف ريال من أجل التمكن من شراء أضحية العيد ومحاولة قضاء أجواء مناسبة مع أسرتي.
ويتابع فؤاد: لدي 6 أطفال واضطررت أن أحتفظ بكسوتهم في عيد الفطر الماضي وعدم شراء أخرى جديدة من أجل التمكن من توفير قيمة الأضحية، ولكن ذلك لم ينفع. ويضيف فؤاد: حتى الراتب المتقطع الذي تمنحه الحكومة الشرعية لنا من فترة إلى أخرى لا يكفي لتغطية مصاريف المنزل الأساسية.
أما المواطن نجيب الهمداني، وهو من محافظة صنعاء، فيقول في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إن عائلته كانت تعتمد بدرجة رئيسية حتى فترة قريبة على التحويلات المالية التي يرسلها لهم نجله إبراهيم الذي يعمل في السعودية منذ أربع سنوات ولكنه حالياً عاد إلى اليمن، وباع كل ما لدى أسرته من الذهب وقام بافتتاح متجر صغير للمواد الغذائية ويكافحون من أجل توفير قيمة الأضحية بصعوبة.
الحال نفسه بالنسبة للمواطنين الذين نزحوا من مدنهم إلى محافظة مأرب (وسط اليمن) بسبب الحرب، هناك حيث تتضاعف معاناتهم وتحيط بهم الحاجة من كل اتجاه بحسب حديث الناشط اليمني لطفي إبراهيم الذي قال لـ"العربي الجديد" إن بعض العائلات لا تجد قيمة إيجارات المنازل التي تقطنها وبالتالي فهي لم تعد تفكر في شراء أضحية العيد.
وخلال السنوات الماضية كانت المؤسسة الاقتصادية اليمنية تساهم بشكل كبير في مساعدة موظفي الجهاز الإداري والقطاع العام والمختلط من خلال استيراد الأضاحي من أستراليا وإثيوبيا والصومال، ويجد المواطنون من خلال ذلك فرصة تمكنهم من شراء الأضاحي بالتقسيط وبأسعار منافسة، أما العام الحالي فقد تراجع ذلك بسبب الأوضاع التي تشهدها البلاد وعدم الاستقرار في ميناءي الحديدة وعدن.
بدوره يقول رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك فضل مقبل منصور في حديثه لـ"العربي الجديد" إنه في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة الراهنة ومستوى المعيشة المتدني وزيادة عدد السكان المحتاجين للمساعدات، أصبحت الأضحية حلما بالنسبة للكثير من المواطنين المستهلكين وخصوصاً هذا العام نتيجة انهيار الريال، إضافة إلى انعدام فرص العمل حتى أصبح المواطن اليوم يحلم بشراء دجاجة وليس أضحية باستثناء قلة قليلة من التجار أو المغتربين أو المستفيدون من الحرب بحسب منصور.
وحول أسعار الأضاحي وتوفرها يوضح منصور أن المؤسسة الاقتصادية اليمنية توقفت عن الإستيراد نتيجة الحرب، وكذلك المستثمرون في القطاع التجاري الذين كانوا يبيعون الأضاحي وغيرها للموظفين بالتقسيط، ويعود ذلك إلى عوامل كثيرة من أبرزها توقف الناس عن استلام مرتباتهم منذ نهاية عام 2016 والتي كانت تساعدهم على الشراء والاقتراض وتخفف معاناة غير القادرين على شراء الأضاحي واحتياجات الأسر من الملابس والمواد الغذائية.
ويفيد منصور بأنه في الوقت الحاضر ومع انخفاض القيمة الشرائية للريال وتوقف معضم مصادر الدخل للأسر وارتفاع أسعار اللحوم بشكل غير عادي، وصل سعر كيلو اللحم إلى 4000 ريال وأصبح المواطن غير قادر على الشراء، لعدم توفر السيولة النقدية، حيث إن معظم المواطنين لا يأكلون إلا وجبه واحدة، ولهذا انتشرت الأمراض والأوبئة بسبب سوء التغذية.
الباحث الاقتصادي اليمني حسام السعيدي قال لـ"العربي الجديد" إنه في ظل هذه الأزمة التي يشهدها اليمنيون، يبدو قدوم العيد حدثاً عادياً، يواجهه المواطنون ببطون خاوية وأماني بانتهاء الحرب وعودة الحياة الطبيعية. ويرى السعيدي بأن مشكلة ارتفاع أسعار الأضاحي متعلقة بالعديد من الأسباب بينها غياب الدور الرقابي.