ارتفع عدد قتلى الهجوم الذي استهدف عرضاً عسكرياً في الأهواز، بمحافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، إلى 29 شخصاً، في وقت توعّدت فيه طهران بالرد.
وأطلق أربعة مسلحين النار، صباح اليوم السبت، مستهدفين عرضاً عسكرياً أُقيم في الأهواز في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى من العسكريين والمدنيين.
وقالت وكالة "فارس" الإيرانية، إنّ عدد القتلى وصل إلى 29 شخصاً، فضلاً عن إصابة 57 آخرين، وهم من المدنيين والعسكريين على حد سواء. ونشرت وكالة "مهر" إحصائية مختلفة، فأدرجت أسماء 25 قتيلاً تم التعرف إلى هوياتهم، إلى جانب تأكيدها وقوع 60 إصابة.
ونقلت وكالة "تسنيم" عن مكتب محافظة خوزستان، تأكيده أنّ إصابات بعض الجرحى خطرة، ما يرجّح ارتفاع عدد قتلى الهجوم. وكانت وكالة "تسنيم" قد ذكرت، في وقت سابق، أنّ ثمانية من القتلى عسكريون من الحرس الثوري الإيراني.
وقال المتحدث الأول باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي، بحسب ما أفاد موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون، إنّ القوات الأمنية ألقت القبض على واحد من المسلحين الذين نفّذوا الهجوم، مؤكداً مقتل المسلحين الثلاثة الآخرين.
ثم عاد شكارجي وصرّح للتلفزيون الإيراني، في قت لاحق، قائلاً إنّ المسلحين الثلاثة قتلوا خلال مطاردتهم، بينما أُصيب الرابع بجروح بالغة تسببت في وفاته لاحقاً.
ووجهت إيران أصابع الاتهام لـ"منظمة الأحوازية"، وهي جهة انفصالية معارضة، بالوقوف وراء الهجوم، في حين أعلنت "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، في تغريدة على "تويتر"، عن مسؤوليتها عنه، ومن ثم أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي المسؤولية عنه أيضاً.
وقال شكارجي إنّ دولتين خليجيتين متورطتان في تدريب وتنظيم ودعم منفذي العملية، موجهاً أصابع الاتهام كذلك لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، وللولايات المتحدة الأميركية.
طهران تتوعّد بالرد
وتوعّد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنّ إيران سترد على هذا الهجوم، قائلاً، في بيان على موقعه الرسمي، إنّ "الرد على أصغر تهديد سيكون مهلكاً"، داعياً الجهات التي اعتبر أنّها تدعم "الإرهاب" لتحمّل مسؤولياتها.
وأجرى روحاني عدة اتصالات هاتفية، أحدها مع وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، وكلّفه بمتابعة الملف وحشد كل الطاقات لملاحقة المتورطين في تنفيذ الهجوم والتصرّف إزاءهم بشكل صارم، داعياً الأجهزة المعنية لتقديم المساعدات لذوي القتلى وللجرحى.
بدوره، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة على "تويتر"، أنّ "الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم ممولون ومدربون من قبل جهات خارجية"، مشيراً إلى أن "إيران تحمّل مسؤولية ما حصل لبعض الأطراف الإقليمية التي تدعم الإرهاب، ولسادتها في الولايات المتحدة الأميركية"، على حد وصفه، كما توعد بـ"ردّ إيراني حاسم"، قائلاً إن "إيران ستدافع عن دماء مواطنيها".
— Javad Zarif (@JZarif) September 22, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Javad Zarif (@JZarif) September 22, 2018
|
من جهته، أصدر المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، بيانًا نقل فيه عزاءه للإيرانيين ولسكان الأهواز "الذين يدفعون ثمن قسوة وخبث أعداء البلاد "، حسب وصفه، واعتبر أن ما حصل "يشكل استمرارًا لمؤامرات حكومات هي بمثابة أذرع ودمى تتحرك بيد الولايات المتحدة الأميركية، وهي التي تستهدف إيران وأمنها".
وأضاف خامنئي أن "أعداء إيران غير قادرين على تحمل قوتها التي تظهر في عرض القوات المسلحة، مؤكدًا أنها ستستمر بالطريق ذاته وستنتصر على هؤلاء، وطالب الأجهزة المعنية بمتابعة الملف، وملاحقة كل المتورطين وتسليمهم للقضاء الإيراني لمحاسبتهم بصرامة.
أما مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي أكبر ولايتي، فقال إنّ "إيران ستنتقم لما حصل وسترد على الحركات الإرهابية القذرة"، حسب تعبيره.
وأضاف أنّ "التنظيمات الإرهابية المدعومة من أميركا وإسرائيل، والقوى الرجعية في المنطقة التي تدعو لتقسيم بلدانها قد فشلت جميعاً"، معتبراً أنّ بلاده "تتعرّض لمؤامرة كونها تلعب دوراً مؤثراً في المنطقة، لكنّها ستنجح في الانتصار عليها".
وفي السياق، نقلت وكالة "فارس" عن عضو لجنة الأمن القومي مجتبى ذو النوري، اتهامه للسعودية وللولايات المتحدة بدعم مجموعات وصفها بـ"الإرهابية"، لكي تهاجم إيران.
أما الحرس الثوري الإيراني، فقال مستشاره السياسي يد الله جواني، إنّ الرد على ما حصل في الأهواز "سيبعث على ندم الأطراف المتورطة، سواء التي نفذت العملية أو التي دعمتها".
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف، إنّ "المملكة العربية السعودية متورطة في دعم (المنظمة الأحوازية) التي نفذت الهجوم".
من جهته، قال المنسق الأعلى في الحرس الثوري علي فدوي، وفق ما نقلت عنه وكالة "فارس"، إنّ "ما جرى في الأهواز استكمال لخطوات داعش في العراق وسورية"، منتقداً "استهداف المدنيين الإيرانيين".
وفي السياق ذاته، أصدرت قوات التعبئة المعروفة باسم "البسيج"، بياناً، اليوم السبت، ذكرت فيه أنّ قواتها "تنتظر وتتوقع انتقاماً صعباً، يدفع ثمنه الإرهابيون الموجودون في سورية والسعودية وإسرائيل"، وفق البيان.
وتستعد لجنة الأمن القومي البرلمانية لعقد جلسة، غداً الأحد، لبحث حيثيات وتداعيات ما جرى في الأهواز خلال العرض العسكري الذي كانت تقيمه القوات المسلحة هناك، بالتزامن مع عروض مماثلة في أكثر من منطقة إيرانية، بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية.