لجأ كثير من السودانيين إلى التداوي بالأعشاب والطب البديل في الآونة الأخيرة، بحثاً عن فرصة للشفاء بسبب ضيق اليد، أو فشل العقاقير الطبية في معالجته.
ويقول مدير مجمع شركة النيل للأعشاب، بابكر محمد زين، إن المواطنين يلجأون إلى التداوي بالأعشاب لعدة أسباب، منها أن نتائجه مبهرة، بالإضافة إلى وجود ندرة في الأدوية، بجانب الغلاء الفاحش، مؤكداً أن محدودي الدخل لا يقدرون على أن يتعالجوا بطريقة سليمة، لأن العلاج مكلف جداً.
والعلاج بالأعشاب طب بلدي شعبي، وفقاً لما قاله بابكر، موضحاً أنه طب متوارث عن الآباء والأجداد، وموجود في أنحاء العالم، ونتائجه سريعة، حيث ارتفعت نسبة مستخدمي الأعشاب إلى 55 بالمائة.
وينتشر أكثر من ألفي عشّاب يعملون في تلك المهنة على مستوى الولايات السودانية، بحسب بابكر، ويضمهم ما يعرف بـ "اتحاد عشّابي السودان، الذي يضع كثيراً من الضوابط لممارسة هذه المهنة".
وعثمان التوم أحد متلقي العلاج بالأعشاب، وذلك بعد فشل وصفات الأدوية التي كتبها أكثر من طبيب لمعالجة ألم شديد بسبب القولون العصبي. ووفق روايته، فإنه لجأ إلى التداوي بالأعشاب، بعد نصيحة أصدقاء آخرين له وبعد جلسات من التردد على العشابين، بدأ التداوي بالأعشاب منذ ثلاثة أسابيع، وشعر بتحسن كبير.
وحالة التوم تشابه مئات الحالات المرضية في الولايات السودانية التي اتجهت إلى العلاج للتداوي بالأعشاب بحثاً عن فرصة للشفاء؛ بسبب ارتفاع سعر الأدوية وندرتها في الوقت نفسه، وعدم ثقة كثير من المرضى بالعقاقير الطبية.
في المقابل، يرفض الدكتور الصيدلي ورئيس جمعية المستهلك في السودان، ياسر مرغني أن تكون الأعشاب بديلاً من الطب الحديث أو العقاقير الطبية، لأنه بديل غير صحي وغير آمن في الوقت نفسه.
ويشير مرغني إلى أن النقص في بعض الأدوية اضطر المرضى للجوء إلى الأعشاب، معرباً عن أمله في أن توفر الحكومة كل الأدوية اللازمة في الأسواق، سواء بالاستيراد أو عبر إنتاج الشركات الوطنية.