تعرض مساء الخميس طاقم "أسطول الحرية" ومراسل "العربي الجديد"، المؤسسة الإعلامية العربية الوحيدة المرافقة لسير خط الأسطول، لمحاولة اعتداء من قبل أشخاص تجمعوا أمام سفينة "العودة" وهم يهتفون ضد الفلسطينيين، ويصرخون "حرروا غزة من حماس"، كردّ على أسماء السفن المنطلقة من ميناء كوبنهاغن.
وأثناء تجمع عرب وفلسطينيين للتضامن مع رحلة سفينة العودة كانت مجموعة من الشباب والرجال تلوّح بالعلم الإسرائيلي وتستفز بالألمانية الطاقم والمشاركين بالهتاف "أنتم تدعمون الإرهابيين في غزة". وأثناء تصوير مراسل "العربي الجديد" الواقعة تعرّض للدفع والشتم من قبل شخص كان يرفع علم الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً إياه بإظهار بطاقة الصحافة.
"هؤلاء مدفوعون بكل تأكيد من اللوبيات هنا في ألمانيا"، بحسب ما يذكر لـ"العربي الجديد" الفلسطيني طارق، وهو القادم من هامبورغ لعرض المساعدة الممكن تقديمها لهؤلاء الأجانب القادمين من شتى أنحاء العالم ضمن أسطول الحرية.
وبالرغم من محاولة القائمين على سفينة "العودة"، دنماركيين وسويديين، شرح مقاصد الرحلة وبأنها ليست لدعم سياسي لفصيل معين، بل "لأجل أطفال ونساء وشعب غزة المحاصر"، ظل هؤلاء يستفزون بالهتاف والاتهام بأنه "مركب إرهابيين".
ومع أن هذه التظاهرة انفضت وانسحب هؤلاء وهم يهتفون الشعارات نفسها، فقد حضرت سيارة زرقاء اللون وعلى متنها رجل وامرأة يراقبان بوضوح السفينة الراسية في الميناء بعيداً عن بقية السفن المرافقة.
ومنذ فجر اليوم الخميس لاحظ "مناوبون" لحراسة سفينة العودة، قدوم سيارات من غير الرقم الذي تعرف فيه منطقة كييل "وبدوا بلباس رسمي وسيارة حديثة جدا، وبدأوا بالتقاط الصور"، بحسب ما تصف لـ"العربي الجديد" الناشطة الكندية هاذر المشاركة في أسطول كسر الحصار عن غزة للمرة الأولى.
وذكرت هاذر بأن "الأمر بدا غريباً جداً عند الرابعة والنصف فجراً، إذ نزلا من السيارة والتقطا صوراً من جهة توقف السيارة، وحين شاهداني توقفا عن التصوير وكأنهما ينتظران شخصا ما، وبالفعل تقدم شخص ثالث لم يكن معهما في السيارة ليخوضوا في حديث هامس، فأيقظتُ الكابتن والمناوب الذي يليني للحراسة".
وقد استغرب منظمو هذه الرحلة "طريقة تعامل الشرطة والبحرية الألمانية مع السفن وتشتيت تجمعها عند رصيف واحد، لكن ذلك جاء بمفعول عكسي، إذا بدأ ألمان يتوافدون إلى المنطقتين اللتين ترسو فيهما السفن بعيدة عن بعضها".
ومن عجائب ما جرى في المياه الإقليمية الألمانية، بعد الخروج من المياه الدولية الفاصلة بين كوبنهاغن وألمانيا أن صعد رجال الشرطة على متن القارب الأكبر، وهم يحملون قائمة بأسماء المشاركين، بمن فيهم مراسل "العربي الجديد" لتجري مقارنة دقيقة بين جوازات السفر والأسماء التي بحوزتهم.
وفي الأثناء يقول المنظمون إن "كل شيء متوقع خلال إبحارنا وصولا إلى المتوسط، فالأمن الإسرائيلي يعمل لثنينا عن مواصلة رحلتنا، ولكن بالتأكيد لن يجرؤ الإسرائيليون على استهداف المراكب في دول مثل ألمانيا وهولندا، المحطة التالية للرحلة للاجتماع بنشطاء ومتضامنين دوليين لمواصلة السير، لكن إمكانية أن يفعلوا ما يمكن أن يخرّب رحلتنا قائمة في الدول الصغيرة في المتوسط".
وتنطلق سفينة العودة وبقية المراكب فجر الجمعة باتجاه ميناء أمستردام لإقامة فعاليات تنبّه على أوضاع الفلسطينيين، وغزة خصوصاً.