أطفال سورية يتعلّمون التركية: أوروبا ليست آمنة

28 نوفمبر 2016
(في مدارس اللاجئين السوريين، تصوير: أريس ميسينيس)
+ الخط -
بدأ مجموعة من المعلمين الأتراك الجدد يعملون بنظام العقود، دورةً تأهيلية في مدينة أنطاليا، استعدادًا لتعليم الأطفال السوريين اللغة التركية ودمجهم في نظام التعليم التركي.

وانطلق أربعة آلاف ومائتي معلم تركي، دورتهم ضمن مشروع بعنوان (دمج الأطفال السوريين في نظام التعليم التركي)، حيث بدأ هذا المشروع الذي يتم بالتعاون بين وزارة التعليم العالي التركية، والإدارة العامة للتعلّم مدى الحياة والإدارة العامة لتأهيل وتطوير المعلم، بعقد أولي جلساته في فنادق مدينة أنطاليا حيث يلتقي المدرّبون هناك ليتباحثوا في كيفية التعامل مع الأطفال المشرّدين والأطفال اليتامى والذين يعيشون أزمات وحالات نفسية حادة بسبب الحرب السورية، وسيتوجّه المعلّمون الذين انضموا لهذه الدورة إلى أماكن عملهم بعد أسبوعين من التدريب.


المشروع دائم
حسب التصريحات الصادرة عن مدير إدارة تأهيل وتطوير المعلم سامح أكتكين، فإنه هناك أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري في تركيا بسبب الحرب القائمة في سورية. كما أشار أنه تم إنشاء مراكز تعليم في مخيمات اللأجئين السورين وأن أطفال المخيمات السورية يتلقّون التعليم في هذه المراكز من قبل معلمين عرب، ويضيف أكتكين أنهم يسعون من وراء هذا المشروع إلى دمج أطفال الضيوف السوريين في النظام التعليمي التركي، وأنهم يتواصلون مع الجهات الدولية المتخصّصة في المجال، لتطوير هذا المشروع وجعله بصورة دائمة.

لا يتلقى الأطفال السوريون في مخيمات اللاجئين اللغة العربية فقط، وإنما التركية أيضا لجعلهم قادرين على التحدّث بالتركية والتعرّف على تركيا أكثر بحسب أكتكين. مضيفًا إن مجال تعليم اللغة التركية أكاديميًا للأجانب حديث العهد في تركيا، لذلك فإنهم يتلقّون الدعم والخبرات من قسم يونس إمري المختص بتعليم اللغة التركية أكاديميًا للأجانب في الخارج.


تلاميذ أجانب
ويواصل أكتكين قائلًا، بأن المتدرّبين هنا يتلقون التعليم من قبل خبراء مختصيين في هذا المجال وأن هناك مشروعًا آخر سيكون بالتعاون مع إدارة تأهيل وتطوير المعلم وبين اليونيسف، حيث تلقى المعلمين تدريبًا شكليًا، ولكن اليونسيف طلبت منّا بعد ذلك أن نعطي المعلمين المزيد من الدورات التدريبة لكي يكونوا قادرين على التعامل مع الأطفال السوريين في فصول الدراسة.

ومن ضمن العلوم الذي يتلقاها المتدرّب في هذه الدورات هو كيفية التعامل مع الأطفال الناجين من الحروب والأطفال الذين يعيشون أزمات، وما هي الأشياء والأمور الواجب الانتباه لها أثناء تعليم هؤلاء الأطفال، ومدّة الدورة هي أسبوعين، ومن ثم سيقوم المتدرّب الذي سيدرس طلابًا أجانبًا في الفصل بتطبيق ما تعلمه خلال هذه الدورة. وفي الوقت الحالي حسب إحصائيات الجهات المختصة فإنه هنالك أكثر من ربع مليون طالب أجنبي في تركيا، لذالك فإن هذه الدورات ستستمر للعام القادم.


مفقودون في ألمانيا
يقول مدير إدارة التعلم مدي الحياة علي رزا التونال إن هناك ما يزيد عن ثلاثة ملايين سوري في تركيا من ضمنهم أربعمائة وثلاثة وثمانين ألف سوري في مرحلة التعلم وأنهم يسعون إلى ضمهم في النظام التعليمي التركي. ويضيف التونال أن هناك ما يقارب عشرة ألف طفل سوري مفقود في ألمانيا وأن الحكومة الألمانية لا تنكر ذالك. ويقول أيضاً أن عصابات تجارة المخدرات وعصابات تجارة الأعضاء تستهدف الأطفال الذين لا أهل لهم، ولو أننا لم نقدم التعليم الصحيح لهولاء الأطفال فإنهم غدا سيلقون نفس حتف أولئك الأطفال وأنه ليس هنالك بيئة آمنة لهم في أوروبا وأننا نرى هؤلاء اللاجئين كأخوة لنا، ويجب علينا أن نقف بجانبهم ونقدّم يد المساعدة لهم.


( المقال الأصلي)

المساهمون