ونجحت المرأة في تقلد مناصب عليا، وأصبحت مشاركة في العمل السياسي والاجتماعي، وهي تناضل للحصول على بقية حقوقها. في هذا التقرير، نرصد بعض الإنجازات التي حققتها المرأة في عملها وبيئتها، كما نرصد الإخفاقات التي تحتاج إلى مزيد من العمل.
تشكل النساء أكثر من 50 في المائة من تعداد سكان العالم، وفي العالم العربي، وحسب بيانات البنك الدولي، تشكل النساء 49.7% من إجمالي عدد سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن حضور المرأة في العمل السياسي لا يزال خجولاً، ووفق بيانات البنك الدولي، فإن تونس تتصدر قائمة الدول العربية التي تملك مشاركة نسائية في البرلمان، بنسبة 33 في المائة، تنخفض في الجزائر إلى 31.6 في المائة، ثم العراق بنسبة تصل إلى 27 في المائة، فموريتانيا بنسبة 20 في المائة، وفي الإمارات تصل نسبة النساء إلى 17.5 في المائة من أعضاء المجلس التشريعي، وفي المغرب بنسبة 16 في المائة، فالأردن بنسبة 12 في المائة، ومصر 10 في المائة، فالبحرين 10 في المائة، ولبنان 3 في المائة.
مناصب قيادية
وبرزت مشاركة المرأة في الأنشطة الاقتصادية مؤخراً، لا سيما في الأدوار القيادية لأنشطة الأعمال. ورغم أن منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ تتصدر هذا الجانب، فإن المتوسط العالمي للشركات التي تتولى السيدات أعلى المناصب فيها منخفض، إذ لا يتجاوز 20 في المائة بحسب البنك الدولي الذي يشير تقريره حول المساواة بين الجنسين إلى أن الإحصائيات لا ترصد بالكامل الشركات التي ترأسها سيدات، والتي تصغر في الغالب عن الشركات التي يرأسها الرجال، فضلا عن أنها تتركز في مجالات مثل تجارة التجزئة.
وحسب البنك الدولي، تستحوذ النساء على 30 في المائة من المناصب الإدارية العليا في منطقة شرق آسيا والباسيفيك، فيما يستحوذن على 21.1 في المائة في أميركا اللاتينية والكاريبي، وعلى 19.4 في المائة في منطقة شرق أوروبا ووسط آسيا، فيما تستحوذ النساء على 15.8 في المائة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، ويستحوذن على 4.4 في المائة من المناصب الإدارية العليا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بطالة النساء
وحسب بيانات صندوق النقد العربي، فإن معدلات البطالة بين النساء تجاوزت الـ43 في المائة عربياً، و12 في المائة عالميا، ويأتي كل من اليمن، والسعودية، وفلسطين على رأس قائمة الدول العربية التي تعاني نساؤهن من البطالة، الأمر الذي يؤثر سلباً على الحياة.
وتشير تقارير البنك الدولي، إلى أن الدول العربية تسير في طريق تحسين تعليم النساء، وحسب البيانات، فإن النساء العربيات يحصلن على فرص تعليمية جيدة، وفي كثير من الدول نجحت النساء في الحصول على شهادات جامعية بمعدل أعلى من الرجال، خاصة في منطقة الخليج العربي، لكن ذلك لم يسمح لهن بالحصول على فرص متساوية مع الرجال في التوظيف، في حين ما زالت نساء يعانين من غياب الفرص التعليمية في اليمن والعراق.
وأفادت منظمة المرأة العربية بأن نسبة الأمية فى الوطن العربي تبلغ نحو 30 في المائة، وأنها ترتفع بين النساء إلى نحو 50 في المائة، وأعلى نسبة للأمية موجودة في العراق بنسبة 61 في المائة، وعدد الأميين في الفئات العمرية التى تزيد على 15 سنة بلغ قرابة 99.5 مليون نسمة.
ورغم أن عدد النساء اللواتي حصلن على جائزة نوبل ليست متساوية مع عدد الرجال، إلا أن ذلك لا يعني أنهن لم يقتحمن الميادين العلمية من أوسع أبوابها، حيث يصل عدد النساء اللواتي حصلن على الجائزة المرموقة إلى 49 امراة.
إجازة الأمومة
ووفق تقرير البنك الدولي عن حالة المساواة، فإن 137 دولة من أصل 148، تسمح قوانيها بإجازة أمومة، وتتباين فترة الإجازة بين دولة وأخرى، ويصل الحد الأدنى الإجباري عالميا إلى نحو 100 يوم، وتنفرد بلغاريا بمنح المرأة 410 أيام كإجازة أمومة، مع حصولها على 90 في المائة من الأجر، في حين لا تلتزم الدول العربية بالحد الأدنى لإجازة الأمومة، وتعطي ما بين 40 يوماً إلى 70 يوماً، وترتفع في بعض الدول إلى 100 يوم.
العنف ضد المرأة
وتعرضت واحدة من بين كل ثلاث نساء، أي أكثر من 700 مليون سيدة في العالم، لعنف جسدي أو جنسي على أيدي أزواجهن أو أصدقائهن أو شركائهن. وفي الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، فإن ثلث النساء تقريبا يرضخن لأوامر أزواجهن.
وحسب دراسة صادرة عن منظمة أوكسفام في 2016، تواجه النساء والفتيات العنف في جميع مراحل حياتهن، فقد تم تزويج أكثر من 700 مليون امرأة وهن في مرحلة الطفولة، فيما خضعت 200 مليون لعمليات تشويه الأعضاء التناسلية.
وتصنف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باعتبارها من أعلى المناطق التي تعاني فيها النساء من الاكتئاب، وحسب البنك الدولي، فإن النساء في الفئة العمرية بين 15 إلى 49 سنة هن الأكثر تأثرا.
انخفضت معدلات وفيات الأمهات في العالم العربي بنسبة 60 في المائة في المتوسط خلال العقدين الماضيين، وأصبح متوسط نسبة بقاء الأمهات على قيد الحياة بعد الولادة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يزيد ثلاث مرات عمّا كان عليه منذ 20 سنة مضت، كما أصبح من المرجح أن يظل مواليدهن على قيد الحياة خلال السنوات الخمس الأولى من أعمارهم.