وأوضحت المجلة أن بن سلمان حاول أن يحسن صورة المملكة من خلال "إصلاحاته الليبرالية"، مقابل إخفاء سياستها المتشددة سواء داخليا أو خارجيا، موضحة أن كل ذلك لم يكن كافيا لإسكات صوت من يواصلون تسليط الضوء على سجل المملكة السيئ في خرق حقوق الإنسان.
وقالت "فورين بوليسي" إن تزايد عدد الضحايا المدنيين بسبب القنابل السعودية في اليمن، و"الاغتيال الوحشي" للصحافي السعودي، جمال خاشقجي، وموقف الرياض "الشرس" تجاه الأزمة الإيرانية، دفع بعض حلفاء المملكة العربية السعودية إلى إعادة النظر في دعمهم اللامشروط لها.
وفي هذا الصدد، نقلت المجلة أنه في أواخر إبريل/ نيسان الماضي، دعا مفتي ليبيا، صادق الغرياني، المسلمين إلى مقاطعة شعائر الحج، مضيفة أنه كتب أن "من حج أو اعتمر مرة فلا ينبغي أن يكررهما ويدفع آلاف الريالات لحكام السعودية، بل عليه أن يدفع المال لفصائل المقاومة التي تقاتل المحتل في فلسطين، بدلا من دفعها لحكام السعودية الذين يستخدمونها لقتل أبناء المسلمين في ليبيا، واليمن، وسيقتلونهم في الجزائر، والسودان، وفي تونس وغيرها".
وأضاف الغرياني: "كما قلت، ليس هناك بقعة في الأرض إلا ويسعون فيها فساداً بأموالهم، فمن حج أو اعتمر مرة بحجه أو عمرته بعد ذلك إثمهما أكبر من نفعهما".
كما لفتت "فورين بوليسي" إلى أن الغرياني ليس المفتي الوحيد البارز الذي دعا لذلك، فقد سبقه إلى ذلك الشيخ يوسف القرضاوي، الذي أصدر فتوى في أغسطس/ آب من العام الماضي، بعدما كتب على "تويتر" في تغريدة: "هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه. الله غني عن العباد، وإذا فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكوا أنفسهم وليرتقوا في معارج الرقي الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم، ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم".
Twitter Post
|
وتستمر السلطات السعودية في تسييس الحج، إذ تمنع القطريين من زيارة بيت الله الحرام، كما تمنع المئات من المفكرين والناشطين السياسيين الخليجيين من الحج، وأبرزهم القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الكويتي طارق السويدان، والداعية الكويتي حامد العلي، والناشط السياسي حجاج العجمي، وعشرات الأكاديميين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين حول العالم.