"رابعة" بتركيا.. اقطعوا الأزهار لكن لن توقفوا زحف الربيع

13 اغسطس 2016
أحيوا ذكرى المجزرة (آدم ألتن/Getty)
+ الخط -

الحنين لأيام الاعتصام الذي شاركوا فيه قبل ثلاثة أعوام ببلادهم، ورغبة البعض الآخر في استحضار تجربتهم وتجربة آلاف آخرين شاركوا في اعتصام ميدان "رابعة العدوية"، شرقي القاهرة، الذي نظمه مؤيدو محمد مرسي (أول رئيس مدني منتخب)، تجمع شباب مصريون وعرب في مخيم أقيم بمدينة تركية تخليداً لذكرى اعتصام "رابعة" ورغبة في تفعيل قضيته عالمياً.

وفي 14 أغسطس/ آب 2013، فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامين لأنصار "مرسي" في ميداني "رابعة العدوية" (شرقي القاهرة) و"النهضة" (غرب العاصمة)، ما أسفر عن سقوط 632 قتيلا، منهم ثمانية شرطيين، حسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر (حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد الضحايا تجاوزت الـ1000 قتيل.

الشباب المشاركون في المخيم بمدينة بولو التركية (شمال)، الذي اختتم أخيراً، حرصوا على استحضار ذكرى فض اعتصام "رابعة" بطريقتهم الخاصة، بتجسيد النشاطات التي كان المعتصمون في الميدان "الرمز" يقومون بها خلال اعتصامهم الذي استمر نحو شهرين قبل فض الاعتصام بالقوة من قبل القوات المصرية.

الشباب قاموا بتدشين ما سمّوه بـ"مخيم رابعة الأول"، ليجعلوا منه نموذجاً مصغراً لاعتصام "رابعة العدوية" الذي نصب المشاركون فيه المئات من الخيم ليبيتوا معتصمين فيها مطالبين بعودة الرئيس محمد مرسي ورفض الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكمه، رغم أنه لم يستنفد سوى ربع مدته الرئاسية الدستورية (سنة واحدة من أربعة).

المخيم الذي بدا من اسمه أنه لن يكون الأخير، تقوم فكرته على محاكاة اعتصام "رابعة" بتفاصيله، من إقامة جلسات نقاشية وفقرات فنية ورياضية ومحاضرات وورش عمل شارك فيها مجموعة من الشباب المصري والباحثين العرب المتضامنين معهم ومع قضيتهم، لمناقشة سبل تفعيل قضية "رابعة" عالمياً وخلق حالة من التفاعل الدولي تجاه ما يصفونه بـ"المجزرة" التي حصلت هنالك قبل 3 أعوام.



الفنان المصري وجدي العربي، أحد الداعمين لفكرة المخيم والمشاركين فيه، قال في تصريح لوكالة الأناضول، إن المخيم انطلق إيماناً من المشاركين فيه بحقوق "شهداء" رابعة وواجب تخليد ذكراهم.

وأضاف العربي أن المخيم "ضمّ نشاطات وفقرات مميزة، كفقرة سينما الشهيد، التي تم عرض أفلام تسجيلية عن شهداء منسيين لم تذكرهم أو تتحدث عنهم وسائل الإعلام لكنهم قدموا أرواحهم للوطن وللقضية، وكان لا بد من التعريف بهم وبغيرهم ممن قتلوا في المجزرة".

أحد المشاركين العرب في المخيم، ويدعى محمد الهواري، من المغرب، وجه رسالة للسلطات المصرية قائلاً: "إنكم قد تستطيعون قطع الأزهار لكنكم لن توقفوا زحف الربيع".

وقال الهواري إن السلطات المصرية تمكنت من فض اعتصام "رابعة" قبل 3 أعوام، إلا أن فكرة اعتصام رابعة والهدف الكبير الذي حمله لن يتمكنوا من فضه من عقول الشباب المصري أو العربي الحر، ولهذا نحن هنا في المخيم.

المخيم حرص على خلق حالة تعايش كاملة بين المشاركين باختلاف أفكارهم واستضاف مجموعة من الشباب العربي لمناقشتهم حول نظرتهم للاعتصام، والانتقادات والمآخذ التي سجلوها عليه والدروس الثمينة التي استقوها منه.

وتتشابه فكرة المخيم مع حملات سابقة دشنها شباب مصري يحاكون فيها فكرة اعتصام "رابعة" ويحيون فيها الذكرى بشكل مختلف، كالحملة التي انطلقت في الذكرى الثانية للمجزرة العام الماضي تحت اسم "رابعة ستوري" (قصة رابعة)، والتي سعت إلى تعريف العالم بمأساة فض الاعتصام، وتوضيح ملابساتها ونشر صور توثقها من كل جوانبها، بحسب ما أعلنت الحملة في موقعها وصفحات التواصل الاجتماعي. 

المساهمون