"النصرة" تخلي مواقعها في الساحل السوري تحسباً لضربات التحالف

اللاذقية

محمد خطيب

avata
محمد خطيب
28 سبتمبر 2014
66F856CE-ADE8-498F-B6A1-64E003B68D0F
+ الخط -

اختفت أعلام ورايات "جبهة النصرة" وأغلقت كل مقراتها التي تنتشر في ريف اللاذقية المحرر تزامناً مع الضربات الجوية للتحالف الدولي في الشمال السوري، ما أجبر بعض الفصائل المسلحة على اتخاذ تدابير أمنية مشددة تحسباً لأي ضربات.

ويقول أحد عناصر "النصرة" في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن "انسحابنا من الساحل السوري هو فقط حماية للمدنيين الذين لا ذنب لهم، وإننا باقون على العهد في حماية الشعب السوري من الطغيان والظلم الذي يطاله منذ أكثر من ثلاثة أعوام".

وأغلقت حركة "شام الإسلام" التي كان يقودها أبو أحمد المغربي جميع مقراتها في المنطقة، بعدما تم تصنيفها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

ومنذ أسبوع تقريباً لم يشهد السوق التجاري لريف اللاذقية في قرية الناجية الذي عادة ما يكون مكتظاً بعناصر التنظيمات السلفية مثل "النصرة" و"شام الإسلام" أي تواجد لعناصر التنظيمين في المنطقة.

كما أغلقت دار القضاء التي تتبع لـ"جبهة النصرة" أبوابها خوفاً من الضربات الجوية الأميركية. ويقول أحد شرعيي "النصرة" "قدر الله أن ينشب خلاف وسوء تفاهم بين القضاة قرروا على خلفية هذا الخلاف أن يعلقوا عمل المحكمة إلى أجل غير مسمى، لكن السبب الرئيسي هو الضربات الجوية التي من المحتمل أن نتعرض لها".

وتعرضت المحكمة الشرعية في قرية بداما للقصف من قبل طائرات النظام السوري، مما تسبب في إغلاق المحكمة بعد تدمير جزء كبير منها، وتتبع المحكمة بشكل مباشر لـ"الجبهة الإسلامية" وهي تختص بالشؤون المدنية فقط وليس الأمور العسكرية.

ويضيف المسؤول الشرعي من "جبهة النصرة" أن المسؤولين الأمنيين يجيدون التعامل مع مثل هذه الظروف، كونهم على خبرة سابقة في كل من أفغانستان والمغرب العربي.

وأدى شبح الضربات الأميركية إلى حالة من الخوف لدى جميع الفصائل المسلحة في الساحل السوري، مما جعلها تعيش جواً من الاستنفار واتخاذ تدابير أمنية كتغيير أماكن تخزين السلاح والابتعاد عن استخدام أجهزة الإنترنت والجوال، والانتقال إلى أماكن جديدة غير معلومة في السابق، بالإضافة إلى منع الاتصال بالصحافيين.

وخضع أحد الناشطين في المنطقة إلى التفتيش من قبل عناصر مجهولة، وطالبوه بالمغادرة خشية أن يكون على تواصل مع جهات أجنبية. كما تعرض الناشط إلى مجموعة من الاتهامات، حتى أن بعض المقاتلين الأجانب وجهوا بشكل مباشر تهمة العمالة له من دون أية أدلة أو مبررات.

كذلك شهدت محاور القتال في ريف اللاذقية إعادة انتشار لعناصر التنظيمات الجهادية في  مناطق عدة ضمن جبلي الأكراد والتركمان، في حين تتحين قوات النظام السوري الفرصة المباشرة للانقضاض، واستعادة بعض المناطق التي تعتبرها استراتيجية في مرصد النبي يونس أعلى قمم الجبال في الساحل السوري.

وحاول النظام مرات عديدة في الساعات الماضية التقدم باتجاه مناطق متاخمة للبرج كانت تحت سيطرة مقاتلي "جبهة النصرة"، بينما نفى أحد شرعيي "النصرة" انسحاب عناصر الجبهة من مناطق القتال مع قوات النظام السوري، مؤكداً أنهم لا يزالون في أماكنهم ولن يغيروا وجهتهم في قتال النظام السوري، في حين لم تشهد مناطق الساحل أية عمليات نزوح للمدنيين من المناطق المجاورة لأماكن عناصر التنظيمات التي تم تصنيفها أخيراً ضمن قائمة الإرهاب.

وحتى الآن، لم تحصل أية غارة لطيران التحالف على مناطق الساحل السوري، الأمر الذي أعطى مجالاً واسعاً من أجل اتخاذ تدابير وقائية، ويعتقد بعض المقاتلين أنهم بمأمن من الضربات الجوية، ولا سيما أن الطبيعة الجبلية الوعرة في المنطقة توفر لهم ملاذاً آمناً من غارات التحالف، على عكس بقية المناطق في الشمال السوري التي ما زالت تتلقى المزيد من الضربات.

ولم يعد التكلم مع قادة "النصرة" بالأمر السهل في هذه الظروف الأمنية الشديدة التعقيد، في حين أن الأمر كان ميسرا في السابق، كما أن بعض العناصر التي تنتمي إليهم تظهر نهاراً وتختفي ليلاً كونهم يعلمون أن موعد الضربات الجوية لا يكون نهاراً، ويقتصر فقط على ساعات الصباح الأولى.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.