عباس بيضون

يمكننا أن نتكلّم عن معرض "ضوء داخلي"، الذي اختتم أمس في "غاليري صالح بركات" بوصفه معرض بيروت. نحن في المدينة، لنقُل إننا في مدينة، لأسامة بعلبكي بيروته ومدينته.

المفاجأة في معرض منصور الهبر الأخير أنّنا لا نُشاهد لوحات نهائية، أي لوحات في نسختها الأخيرة، بل نشاهد اللوحات في عملها الأوّلي التمهيدي، في نُسخها الأُولى.

مَشاهد القتل الحُرّ والدمار الكلّي، وبقاء الفلسطينّيين من دون مساكن وطعام وأدوية، تؤذن بأنّ حرب إسرائيل التالية ستكون أكثر ضراوة بما لا يُقاس وستطاول الجميع.

رواية "الجدار الرابع"، التي تدور أحداثها إبّان الحرب الأهلية اللبنانية، تبني معادلاً رمزياً لهذه الحرب وتقتصرها في مسرحية موازية هي الأُخرى حرب داخل الأهل.

ليس اكتشاف القاتل وحده همّ غيوم ميسو في "أنجيليك"، فسرعان ما قفز عنه وكأنّه يُثبت بذلك أنّ الرواية البوليسية ليست فقط ذلك، بل يمكن أن تتجاوزه مع بقائها بوليسية.

يرمي إدوار الخراط فصوله كتمرين، فتتلقّاها مي التلمساني كاختبار روائي؛ تنصّها من جديد، تتوقّف مراراً عند المفردة الواحدة، تعالجها وتبني منها وعليها.

لا يلبث السرد في معرض التشكيلي الفلسطيني حتى يتوتّر ويدخل في مضاعفات الزمن ومضاعفات التطوّر، حتى يكشف عن لبّه التاريخي والملحمي.

في عشرات الرؤوس المتلاحقة والمتقاطعة التي تملأ لوحة التشكيلي السوري في معرضه، نعثر على مئات القصص التي تُحوّل اللوحة إلى جدارية عامرة.

إذا كانت مذكّرات فوزي ذبيان سيرةً شخصية، فإنّها لا تتقاطع فحسب مع تاريخ المجتمع والدولة، بل هي، في الوقت ذاته، تاريخ جانبي ووثيقة تاريخية

في رواية عزّة طويل نتحرّك جيئةً وذهاباً، إلى الأمام وإلى الوراء، ومن بيروت إلى حمص، من الولادة إلى الوفاة، من السلم إلى الحرب الأهلية في لبنان وسورية.