عندما يرى اليمنيون شرعية أنتجت طبقة جديدة من الأثرياء حتى الثمالة، كانوا تحت خط الفقر، وباتوا فوق خط الغنى، بينما الغالبية من أفراد المجتمع اليمني مسحوقون، كيف لهم أن يؤمنوا بأن سلطتهم الشرعية جادة ومخلصة في استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب؟
ينخفض سعر الريال اليمني متعدّيا السبعمائة الريال، والشرعية تغط في نوم عميق من دون أن تعي حجم الكارثة التي حلّت بالشعب، فأيّ شرعية بقت لسلطة مغتربة عنّا؟ شرعية لا يعنيها أمرنا، ولا تشاركنا مآسينا، فضلاً عن عجزها في حلّ مشكلاتنا.
أيها الخليجيون: نحن مستعدون لأن نقذف حزب الإصلاح إلى أعماق البحار، شريطة أن تعطونا حزبا مثيله، يمثل حائط صد للمشروع الإمامي في الشمال والانفصالي في الجنوب، فهل أنتم فاعلون؟
على الرغم مما صنعته في الجسد اليمني من تجريفٍ للبنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلا أن هناك توجهاً وإصراراً كبيراً، من الإقليم والمجتمع الدولي، على إعادة تدوير الحركة الحوثية وتأهيلها.
كلما طرأت في المشهد اليمني مستجداتٌ تفتت ما بقي من النسيج الاجتماعي، وتعيق اليمنيين عن بلوغ مرامهم في بناء دولة المواطنة والنظام والقانون، تبادر إلى ذهني سؤال: هل ستكون نتائج العاصفة العربية على اليمن شبيهة بنتائج العاصفة الأميركية على العراق؟
تجلت صورة الحكم العصبوي في اليمن، منذ تولي علي عبدالله صالح السلطة عام 1978، وحتى تحالفه مع الحوثيين، والقيام بانقلاب 21 سبتمبر 2014، وجر اليمن إلى حربٍ أهلية وتدخل عسكري خارجي، ما أنتج سياساتٍ معاديةً لمصالح الشعب، وواقعا استبداديا تسلطيا
الشعب اليمني متمسك بآماله، في وصوله إلى تغيير سياسي، يلبي تطلعاته، ويفضي إلى تغيير اجتماعي وثقافي، يتسم بدرجة عالية من الوعي بالمجمتع اليمني، وما يحتاجه، وسبل التخلص من تناقضاته، ويقودنا إلى دولة مدنية، يتساوى اليمنيون أمامها في حقوقهم وواجباتهم.
علينا، بعد أن تضع الحرب أوزارها، أن نتجه إلى بناء دولة ضامنة للتطور والسلام، تعبر باليمن نحو التنمية والاستقرار، متجاوزة أمراض النخب السابقة، وصراعاتها وأيديولوجياتها الجاهزة، برؤية ذات روح وطنية جديدة، ليست ملوثة بنزعات التغلب وعقليات التعالي.
جاءت ثورة 11 فبراير/شباط 2011؛ لترفع الغبن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي عن الغالبية الساحقة من اليمنيين، حاملة أطروحات فكرية عميقة؛ لحل الأزمات اليمنية المتراكمة، من خلال رؤى وقراءات تحليلية دقيقة لجذورها وحواضنها الثقافية والسياسية والاجتماعية.
تلاقي المصالح الأميركية والروسية والإيرانية المتمثلة في عدم انهيار الحوثيين بشكل كامل في هزيمة عسكرية ساحقة، يدركه الحوثيون جيدا، ويمنحهم قدرا من المراوغة والصبر على أمل إطالة الحرب، بما يفرغها من مضمونها السياسي، ويحرم خصومهم من جني ثمارها.