لماذا بات المشهد يقتصر في مثل هكذا حوارات، إن كان في القاهرة أو في موسكو، على شخصيات بلا وزن يذكر في الواقع، أو عند السوريين أنفسهم، وتقتصر على المعارضة التي تقفز وتظهر عنترياتها تحت السقف الذي حدده الأسد ونظامه؟
لم يقف المشهد السياسي المرافق لعملية "شارلي إيبدو" على ردود الفعل المعتادة من شجب واستنكار وغيرها، بل تعدت ذلك إلى حشد سياسي وإعلامي مدروس ومبرمج، ما يشير إلى أن هذه السحابة لن تزول.
شاهت ملامح حمص، بعد أن فقدت معظم أبنائها من شهداء ومهجرين ومعتقلين، وتغيرت ديمغرافيتها.. ولربما يكون من ضروب الأمل أن نتساءل أيضا، متى تعاد إلى حمص ملامحها؟ فأين الثوار اليوم من عاصمة الثورة، وأين حمص من الثوار؟
عمل الإعلام العربي، بعد الثورة الفضائية، وتحديداً الفضائيات التي أسهمت إسهاماً كبيراً في إيجاد أوضاع سياسية واجتماعية جديدة في المنطقة على تصوير المرأة وكأنها أداة للفرجة، أو سلعة تجارية.
نعيش، اليوم، فصول قتل الربيع العربي، فصول الجريمة الديمقراطية.. بل الجرائم الكبرى.. أيام الصفحة الأخيرة من كتاب حلم الشعوب، فعلى ماذا سوف نغلق هذا الكتاب؟
على الرغم من توصل باراك أوباما إلى أنه لا يمكن هزيمة داعش في حال بقاء الأسد، نرى أن أكثر المستفيدين من حملة التحالف على داعش هو بشار الأسد، والذي أبدى ارتياحه من نتائجها.
نجحت دول عربية في أن تكون ظلا للمخططات الأميركية، ببلاهة المتذاكي، وسذاجة الأحمق، وهي مجرد أحجار تحركها الصفقات الأميركية - الإيرانية كيفما تشاء مصالحها، وأضحت أداة تشرعن هذه المخططات الشيطانية، وسوف تدفع ثمنها لاحقا.
لن تدخل تركيا الحرب على داعش، إلا بتحقيق شروط ثلاثة حددها الرئيس أردوغان، هي: "إسقاط نظام الأسد، المنطقة العازلة، تدريب المعارضة المعتدلة"، ولم توافق عليها واشنطن بعد.
يمكننا الاعتقاد أن الوقت مناسب لأميركا لتفعل ذلك، خصوصاً بعد إيقاع روسيا، وهي الحليف الأساسي لنظام الأسد، في فخ الصراع الأوكراني، وفشل الأسد في حماية الحدود مع إسرائيل من سيطرة الجيش الحر وجبهة النصرة وخروج داعش عن السيناريو المكتوب له.
بين العلم والحرية جسـور متينة، لا تكاد ترى، إنما يبصرها من يجمع المعرفة بالعلم، وإرادة الحرية. فالعمل في سبيل نيل الحرية، والتمتع بما يمكن أن توفره للشعوب، يشترط فيه توفر المعرفة العلمية، والتوصيفات السليمة لمشاكلنا، والخط الواضح لتطلعاتنا المستقبلية.