عباءة الفوضى

19 نوفمبر 2014
+ الخط -

ألم تصل أميركا في لعبتها على رقعة الشرق الأوسط إلى فصل الخراب الذي تريده؟ أم أن ما يجري على الساحة العربية، وخصوصاً بقعتها السورية لم يحقق بعد المطامح الدولية؟

ماذا بعد هذه الفوضى العارمة في واقعنا الذي نتعايش معه، والتي تزيد من تعقد خيوط الحلول فيه؟ وكيف سنستطيع استشراف المستقبل، وهو كالأبرة الضائعة في كوم قشّ؟  

هل الورقة السورية ذاهبة إلى الحل السياسي؟  وهل تمت المصادقة على أجندات للتنفيذ، وضعت خطوطها من خلال الحراك الذي ظهر أخيراً، والمتمثل في المبعوث الأممي الجديد ستيفان دي ميستورا، والمبعوث الذي يمثل طرفاً من المعارضة القادم من بلد الجليد ليرسل التطمينات أن الشمس ستشرق من موسكو؟

هذه التحركات التي أبرزت ملف القضية السورية، بعد إهمال أدراج المكاتب، والبعد عن إيجاد أي حل يخدم الثورة السورية، إلا من تصريحات مهترئة كاذبة، هل يعود، الآن، بوتيرة عالية من تلاقي المصالح المشتركة للحلفاء، لتبلور حبالاً من الحلول، حلولاً مريضة، لا تخدم الثورة السورية، ولا تشفي صدور السوريين، وتقضي على ما تبقى من ثورة الكرامة والعزة؟
أميركا والمجتمع الدولي برمته لا يتعامل مع الأزمة السورية من مبدأ إنهائها، بل إدارتها لتتواكب مع المعطيات والأحداث الدولية، ولتصب في مصالحها، فسورية باتت ورقة لعب وتفاوض ومناورة لجميع الدول المعنية بحل الملف السوري، وبقاء "الأسد" هو النقطة الأبرز التي تستند عليها أميركا، اليوم، ويتجسد ذلك في إرضاء الحليف الإيراني الذي يفاوض من أجل ملفه النووي بأوراق منها بشار الأسد، حيث اشترطت إيران بقاءه في مقابل التوقيع على الاتفاقية، فليس من مصلحة أميركا إيجاد عداءات مع حليفها الأهم في منطقة الشرق الأوسط، غير أن تصريحات الأميركيين، والتي تشير إلى احتمالية توجيه ضربات عسكرية لإيران، في حال عدم التوصل إلى توافق بشأن ملفها النووي، لا تتعدى كونها جعجعات إعلامية ليس أكثر.

وبالعودة إلى مبادرات الحل السياسي، فإن مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية، والتي رفضتها المعارضة السورية بشكل قاطع، ووافق عليها النظام، واعداً دي ميستورا بدراستها، والذي صرح محللون إنه خرج من دمشق، مرتاحاً لتجاوب النظام مع مبادرته، لا تشمل رحيل الأسد شرطاً مسبقاً ولا عملية انتقالية للسلطة.

من جهة أخرى، وعلى الرغم من توصل أوباما إلى أنه لا يمكن هزيمة داعش في حال بقاء الأسد، نرى أن أكثر المستفيدين من حملة التحالف على داعش هو بشار الأسد، والذي أبدى ارتياحه من نتائجها، أما عن سيل الانتقادات الداخلية التي تعرضت لها سياسة أوباما تجاه "الحرب على تنظيم داعش في سورية والعراق"، يبدو من الواضح أنه يحاول جاهداً البحث عن طريق يعاود فيه كسب بعض التأييد، خصوصاً من الجمهوريين الفائزين بانتخابات الكونغرس الأخيرة، فهل ستكون هذه المحاولات على طريقة جورج دبليو بوش؟ وإعادة التجربة العراقية 2003؟ وماذا بعد هذه التخبطات؟

473CA940-B33A-413B-A5C0-670ECC3B2102
473CA940-B33A-413B-A5C0-670ECC3B2102
رجوى الملوحي (سورية)
رجوى الملوحي (سورية)