كاتب وصحفي سوداني، دكتوراة من جامعة صوفيا، نشر مقالات وموضوعات صجفية عديدة في الصحافة العربية، يعمل في صحيفة الراية القطرية، عمل سابقاً رئيس تحرير ل "الميدان" الرياضي السودانية.
يستغل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد علاقته الممتازة مع رئيس الإمارات محمد بن زايد، وعلاقة الجوار التقليدية مع السودان، ليدخل خطّ حلّ الأزمة السودانية.
ليس في الطريق التي تسير فيها قيادة الجيش السوداني إلا المُجرّب تاريخياً، براعة تكوين مليشيات تقاتل بعضها بعضاً، فيما يتنصّل الجيش مما هو في صميم واجباته.
المفارقة اليوم في السودان أن الجنرالين المتصارعين سبق وأن وأبديا حرصاً في الفترة الانتقالية على إقامة علاقات وثيقة مع إسرائيل، بحجة حماية مصالح البلاد!
بدأت معركة من نوع جديد على أرض الجزيرة، والمرجّح أنها سوف تكون، وبحكم بسطة الأرض وانكشافها، مفتوحة أمام ناظري الجميع. بمعنى أن الحقّ سوف يحصحص على أرض الجزيرة.
فكرة التقسيم في السودان، وإن بدت عناصرها حاضرة من ضعفٍ شديدٍ في الدولة وتآكل مركزها، إلا أن تنفيذها يعني ببساطة تمدّد رقعة الحرب إلى حربٍ أهليةٍ قبليةٍ عرقيةٍ شاملة. وعملياً، ستشهد الفترة المقبلة تكثيفاً في العمل العسكري، لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية.
لفهم ما قد يحدث في السودان من تطورات، يلزم إدراك أنّ الحرب الدائرة، في حقيقتها، هي بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) وقوات لا تمثل الجيش السوداني، بحسب ضباط سابقين فيه، ومصادرهم من ضباط عاملين حالياً في الجيش.
يعدّ قا قوات الدعم السريع حميدتي نفسه للعب دور مستقبلي أكبر في الحياة السياسية السودانية، فيما يحصر رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، دوره منفّذا خطة تعيد الحركة الإسلامية إلى الحكم. وهنا، يبرز حميدتي الطموح حجر عثرة أمام تنفيذ المخطّط.
أطلق رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق عبد الفتاح البرهان، جملة تحذيراتٍ خصّ بها حزب المؤتمر الوطني (الحاكم سابقا) والحركة الإسلامية من مغبة "التخفّي وراء الجيش"، ما طرح أسئلة كثيرة عن دوافع هذه الأقوال والغاية منها في هذا التوقيت.
استجابة لضغوط أميركية وإقليمية قوية لإنهاء الخلاف العسكري والمدني في السودان، يجري اليوم حوار بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري الانقلابي الحاكم، في محاولة لإيجاد مخرج من الأزمة التي أوصلت البلاد إلى حافة الهاوية والانهيار.