وفي نيّة "إسرائيل" أن يتحوّل القائد الفلسطيني المقبل إلى ما يشبه رئيس بلدية. وسيكون محظوظاً إن حظي بالجلوس على طاولة واحدة مع رئيس بلدية القدس أو "تل أبيب"؛ ولكن من المؤكد أن عليه أن يناصر الاستيطان أكثر من شارون نفسه.
لا ينتبه بعضهم إلى أن قدسية فلسطين أصبحت مُركّبة في القرن العشرين، ولم تعد السرديات الدينية "الرسام" الوحيد الذي يضع بضربات ريشته اللمسات السحرية على وجه المكان الفلسطيني. التناحر الجيوتاريخي جعل منها ثمرة مرة لعلاقة غير مريحة مع الغرب.
الكارثة الكبرى، أن التنظيمات الفلسطينية في شقها الخارجي، ومنها التنظيمات التي تتمركز قياداتها في الخارج، تحولت إلى نواد للثقافة السياسية. وفي أفضل الأحوال، جمعيات تمارس "الرعاية" والوصاية على "جالية" (فلسطينية). وهذا يثير حنق السلطات في بلد، ويحظى بقبولها في آخر.
نجح نعيمة بثقافة روسية في الوصول إلى الأنواع الأدبية، وتمكّن من امتلاك ناصيتها، والقدرة على أن ينحرف عنها يميناً وشمالاً، حين كانت حرفة أوروبية وغربية. لكن جبران، في عزّ ظهيرة أميركا، وانعطافتها اللصوصية الهائلة نحو سرقة أوروبا، لم يخرج بشيء.
الاقتحامية الجريئة جعلت يحيى الطاهر عبد الله أبعد ما يكون عن الدونية التي تقبل بالرعايات السائدة ذلك الحين. وبدلاً من أن يكون تلميذاً ليوسف ادريس أو يحيى حقي أو غيرهما، كان كان بكتابته أجرأ نقد لهما ولأدبهما.
لطالما ارتبط الثامن عشر من يونيو، بوفاة ألكسي مكسيمفيتش (غوركي) فيه، بينما لا أستطيع مع كل حيلي البارعة والمتقنة، تنبيه حتى ابنتي الصغيرة أنه أيضاً يوم ميلادي الذي تترقبه ويفوتها أن تتنبه إليه عاماً بعد عام.
مات نِك آدمز منتحراً باطلاق النار على رأسه، عبر الفم، من بندقية. وأحسب أنه اختار هذه الطريقة لأن رأسه لم يعد صديقاً له، فأراد التخلص منه. ليس رأسه تحديداً. ولكنه كان يريد أن يطلق النار على فكرة الانتحار نفسها.
خطيئة عزرا باوند الكبيرة التي لم ينسها أحد له، هي أنه آمن أن دولة موسوليني الفاشية هي تجسيد للدولة المدنية، فناصرها. ولم يمر هذا دون ثمن باهظ، فقد اقتيد بعد الحرب إلى أميركا التي يكرهها، وحوكم واعتبر مختلاً عقلياً.