غولدا مائير

لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه بالجريمة التي ارتكبها جيشه على مستشفى المعمداني في غزة، بل استمرّ في قصفه وتهديده وبدعوة الأهالي إلى المغادرة إلى جنوب القطاع، وكأنه يراهن على نوم الأمة نتيجة انقساماتها، هذه الأمة التي تستيقظ من سباتها اليوم.

للمرّة الأولى، تبادر المقاومة الفلسطينية إلى شنّ الحرب، وتكون لها الطلقة الأولى... خمس ساعات كاملة مضت وكتائب القسّام تصول وتجول في المستوطنات المحاذية لقطاع غزّة، وصواريخها تقصف عشرات الأهداف في العُمق الإسرائيلي، قبل أن يصدُر أول رد فعل إسرائيلي.

لا يؤخذ تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن تفكيره في تقديم مساعدة عسكرية بجدّية لأوكرانيا أنه يهدّد العلاقة الروسية الإسرائيلية كثيراً، خصوصاً أنه قال أيضا إنه مستعدٌّ للوساطة في الصراع، فخيارات المساعدة لا يرجّح أن منها توريد أسلحة أو ذخائر.

دخل الأسير الفلسطيني كريم يونس السجن في عالم مختلف. وحين خرج عام 2023 وجد عالماً لا يعرفه. ولولا الاحتفاء الفلسطيني بالأسير القديم لقلنا إنه وجد عالماً لا يذكُره هو نفسه. لكن المقاومة الفلسطينية ظلت دوما مقاومة ذاكرة، ترفض النسيان والابتلاع.

من قال إن الفلسطينيين يشيعون أن فظائع دولة الطرد والتهجير والقتل والاستيطان فيهم تُشابه المحرقة التي اقترفها النازيون في اليهود. ليس هذا مطلوبا أبدا، ولا يجوز القول به. إنما القول أن الفلسطينيين ليس مطلوبا منهم أن يدفعوا أكلاف الجريمة الأوروبية تلك.

حملات السلطات المختصّة على مساجد العرب، ومناهجهم، يرافقها شيوع غير مسبوق للتدين اليهودي وجنوح مخيف في كيان العدو نحو مزيد من نمو أحزاب وحركات وجماعات متطرّفة دينياً، شعارها "الموت للعرب" وليس للفلسطينيين فقط.