تسعى "الطبقة البيضاء العلمانية" في إسرائيل إلى تطهير نفسها من المسؤولية عن النتائج الأخلاقية للحرب الراهنة ضد غزّة ولبنان، والتي سبق لها أن وضعت أسسها.
بعد أن ركزت الحرب الإسرائيلية في البداية على غزّة، تحوّل الجهد الرئيسي الآن إلى الشمال، بالتوازي مع تصاعد الاحتكاك مع إيران وتفاقم خطر اندلاع حرب إقليمية
لم يتحقّق أيّ من أهداف الحرب، فسلطة حركة حماس لا تزال قائمة في غزّة، وقوتها العسكرية بدأت بالنهوض، ولم يُعَد المخطوفون، كما لا تبدو عودة نازحي الشمال قريبة.
نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إظهار الحمض النووي الثابت أو "الطبيعة الحقيقية" لإسرائيل كآلة حرب هائلة لا تكلّ ولا تملّ من القتل والإجرام.
لم يكن سرّاً أنّ إسرائيل كانت تعد العدة لحرب ثالثة على لبنان منذ أن انتهت حربها الثانية (2006)، التي استُهلّت بإنجازات إسرائيلية، وانتهت بـ"تعادل سلبي".