جمال عبد الناصر

خلال مدة تقارب ثلاثة أرباع القرن، حُكمت مصر من عسكريين لا أفق لمدة حكمهم، وليست هناك حدود لسلطاتهم، وطبقوا على البلاد سياسة اقتصادية وتنموية ارتجالية وفاشلة.

عوامل دفعت الإسرائيليين إلى إضمار هذه الكراهية لغزة المدينة والناس إلى الدرجة التي تمنّى فيها رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين أن يصحو ليجد أن البحر قد ابتلع غزة.

الجماهير تقول للملثم نعم، وتقول للمستبدين من أصدقاء العدو لا، وتسخر من تفاهتهم وهم يتصنعون علامات العجز أمام العدو، ويستعرضون مظاهر القدرة المفرطة على شعوبهم.

لم تتوقّف يوما المحاولات الإسرائيلية والغربية من أجل نقل جزء كبير من الكتلة السكانية في قطاع غزة إلى سيناء، والمحاولات الراهنة تعود جذورها إلى النكبة الأولى.

هي حرب الوثائق السرّية على القاهرة، إذ اعتمدت الولايات المتحدة تضييق الخناق على مصر بغرض تطويعها بما يتناسب مع سياساتها في المنطقة لاحتواء النفوذ الروسي فيها.

يتذرّع أصحاب الرواية الناقدة للمقاومة فكرا وممارسة بأن فارق التسليح بين المقاومة والمحتلّ لا يسمح بانتصار صاحب الأرض، وبأن السياسة هي الخيار الوحيد، كما أن روايات انتصار المقاومة تخلو من النقد العقلاني، وتستند إلى تراث شعبوي في تبرير الهزائم.

تخلّ الازدواجية بمصداقية الخطاب، ولا تؤدي إلى نفي جدارة القواعد السياسية المعتمدة في البلدان الغربية ونجاحها نسبيا في صناعة دول متقدمة وذات مستويات عالية من الحريات وفّرت فضاء آمناً لأن تخرُج في لندن ونيويورك مظاهرات متكرّرة تطالب بوقف الحرب في غزّة.